تنبيه: كتاباتي قد تسبب إدمانًا!⚠️

الروايات تُنشر على حلقات – تابعنا يوميًا للحصول على جديد الحلقات!

الحلقة الثالثة من الجزء الأول من العابث

مَنْ لم يتملَّكه الغرور .. لم يَذُقْ طعم النجاح

(آدم قلب الأسد!)

فجأةً يُقطع الاتصال .. وتُقطع الكهرباء في المنطقة بأكملها .. فوقف آدم في الظلام مصدومًا مدهوشًا .. من القدرة التكنولوجيا التي رآها الآن تُستخدم ضده .. وفكر مَن الذي يقوم بفعل ذلك معه .. قطع تفكيره صوت هاتفه وهو يرن بصوت اللحن الشهير (شبح الأوبرا) .. نظر آدم للهاتف بفضول وهو يفكر كيف استطاعوا ان يخترقوا هاتفه بتلك السهولة .. وزاد قلقه على مشاريعه وأبحاثه التي ما زال يعمل عليها، ماذا يفعل إذا استطاعوا أن يصلوا إليها؟ عادت الكهرباء سريعًا بفعل المولد الاحتياطي الذي يضعه آدم في أعلى سطح المنزل، فعاد التلفاز يعمل بصوته الصاخب الشديد .. فنظر اليه آدم بلا مبالاة وجلس على الأريكة بضيق وهو يفكر هل تسربت أسراره وأبحاثه أم ما زالت في أمان .. ظل يداعب ذقنه بيده اليُسرى بضيق وهو يحمل بيده اليُمنى جهاز الريموت يقلب في قنوات التلفاز .. وهو ما زال يفكر في حقيقة المكالمة التي أتت إليه منذ قليل .. فلفت انتباه الساعة الذكية التي على معصمه .. فظل يقلب بها وهو حزين .. هل اكتشفوا أسرارها أيضًا أم لا .. فضغط على الزر الذي يحلل الأشياء فخرجت منه أشعة زرقاء سريعًا .. فوجها آدم إلى هاتفه المحمول ليخبر بمكوناته لعله يعلم ما المادة المضافة إلى الهاتف .. ويختبر كفاءة الساعة الذكية أيضًا .. ولكن لم يحدث شيءٌ .. ظل آدم يهز معصم يده ويوجه الساعة على هاتفه، ولم يحدث شيءٌ .. فغضب بشدة وهو يصرخ “حتى تلك الساعة اللعينة لا تعمل .. لا تعمل .. ” .. وحاول أن يلقيها من يده ويحطمها غاضبًا .. ولكنه تراجع في آخر لحظة وهو يتذكر المبلغ الذي دفعه والمجهود الذي بذل فيها .. فحاول أن يُهدئ نفسه وهو يفكر بأن العصبية والغضب لن تحل شيئًا من مشكلاته، يجب أن يفكر بهدوء .. ففرد يديه على جانبي الأريكة، وألقى رأسه للخلف مرتخيًا وأغلق عينيه، وحاول أن يتحكم في نفسه لكي يهدأ .. وظل يفكر فيمن فعل ذلك معه .. هل هو عدو أم صديق؟ هل هناك خائن في شركته يخرج أسرارها؟

ظل فترةً كبيرة يفكر بذلك .. عندما سمع فجأةً صوت ساعته يتحدث “الأسد .. قِطٌّ أفريقي كبير.. وزنه 254 كيلو .. طوله 165 سم .. يعيش الذكور مدة 8 سنوات .. والإناث من 10 إلى 12 عامًا .. وظيفة ذكور الأسود هي الدفاع ووظيفة إناث الأسود هي صيد الفرائص، ومع ذلك تأكل الأسود الذكور أولًا.. زئير الأسد قويٌّ جدًّا حيث إنه يُسمع على بعد 5 أميال..  قوة بصر الأسد أقوى من قوة بصر الإنسان بمعدل خمس مرات ..  وجود الشعر واللبدة حول رأس الذكر .. لأن الأسد الذكر هو الذي يقوم بمعظم الصراعات والأخطار فهو مزود بالفرو ليساعده على حماية نفسه .. ” وظل صوت الساعة يهب في معلومات غريبة .. ففتح آدم عينيه بضيق وهو ينظر إلى الساعة بغضب ويصرخ بها بحدةٍ .. ” أيتها الساعة الغبية .. أطلبُ معلومات عن الهاتف .. تخبرينني عن الأسود؟ ها .. أيتها الساعة اللعينة ” .. وظل يصرخ آدم بغضب .. فسمع جلبه وشئ يتحطم خلف الأريكة .. فنظر خلف الأريكة خلفه وهو جالس .. ففزع بشدة وقفزَ من مكانه مرعوبًا .. وهو يدقق فيما يراه خلف الأريكة .. هل ما يراه حقيقي أم لا؟ هل بالفعل يوجد خلف أريكته أسد ضخم بالفعل؟ أم ما يراه هو مجرد هلاوس؟ حقَّق ودقَّق .. وحدَّق بعينيه بشدة أمامه .. وبالفعل ما يراه حقيقي .. أسد ذكر كبير بشعره الأشعث الطويل حول عنقه .. وعينيه الذهبيتين الكبيرتين ولونه الأصفر القديم وقدميه الكبيرتين التي ضربة منهما تعادل قوة خمسين كيلو ..

يقف أمامه بكل قوة وشموخ وينظر له بنظرات قوية ومخيفة .. وآدم يقف أمامه مصدومًا .. مذهولًا .. لا يدري ماذا يفعل ..الأسد ظل واقفًا أمام آدم، ولم يتحرك، فقط ينظر إلى آدم بعينيه المخيفتين .. لا يفصل بينه وبين آدم سوى ثلاثين سم .. والأريكة في المنتصف بينهم .. ابتلع آدم ريقه بصعوبة شديدة .. فإن ريقه قد جفَّ مع دمه وباقي سوائل جسده كلها من رؤية ذلك الأسد الذي لم يكن يعلم بمدى ضخامته إلا عندما رآه .. ففتحتا منخاريه فقط قد تسعان قبضتي يدي آدم .. بالطبع فمخلوق بتلك الضخامة .. لا بد أن تكون فتحتا منخاريه كبيرتين ليحمل كمية أكسجين ضخمة تكفي أن تضخ الطاقة في آلة القتل الكبيرة تلك .. لم يتوقف عقل آدم عن التحليل العقلي لجسد الأسد أمامه .. ولكنه أفاق نفسه فجأةً عندما وجد أن الأسد تحرَّك خطوة إلى الأمام جهته .. هنا شعر آدم بالخطر وقلبه يكاد ينخلع من صدره .. ماذا يفعل؟ ماذا يفعل؟ لم يجد في عقله مكانًا لكي يفكر في خطوته القادمة .. نظر أمامه بأسفل عينيه فوجد هاتفه المحمول على الأريكة .. فظل ينظر إلى الأسد في عينيه ومد يده ببطء شديد .. والتقطه بسرعة .. فتراجع فجأةً الأسد للخلف عدة خطوات .. فابتلع آدم ريقه وبدأ يشعر بالانفراج، فيبدو على الأسود أنها ليست شجاعة كما يقولون .. وضع الهاتف بيده وضغط على رقم 122 طلبًا للنجدة .. فوجد صوتًا آليًّا جافًّا .. يجيبه بأنه قد وصل إلى النجدة، ويجب أن ينتظر عدة دقائق لعدم وجود شخص يرد على الهاتف .. فأغلق الهاتف غضبًا وهو يعلم أن النجدة لن تصله في وقتها .. حتي ولو أرادوا بالفعل أن يصلوا وهو كان يشك بذلك .. فضغط على بعض الأرقام من معارفه من ضباط الشرطة .. فرد عليه بسرعة أحد أصدقائه .. “آدم .. كيف حالك يا صديقي؟ لماذا كل تلك الغيبة الطويلة عنا يا رجل؟” فحدثه آدم بلهفة شديدة وخوف وهو ينظر بعيني الأسد الذي تقدم خطوتين أمامه فجأةً ..   فصرخ آدم .. ” هناك أسد في منزلي .. هناك أسد في منزلي .. فلتنقذوني الآن .. ” ليجد صديقه الضابط يضحك بشدة .. ” ههههههه .. أسد في منزلك؟ إنها جديدة .. نكته رائعة .. لكن آسف يا صديقي فأنا الآن في مأمورية ومضطر أن أُغلق الهاتف سأعاود .. الاتصال بك   فيما بعد .. ” فصرخ آدم به .. ” لا تُغلقْ ..  لا تُغلقْ .. إني لا أمزح هناك أسد في منز .. ” لم يكمل آدم حديثه عندما رأى الأسد يتقدم باتجاهه في خطوات ثابتة إلى الأمام .. تبعها آدم بخطوات مرتعشة إلى الخلف وراءه .. وهو يحمل الهاتف بيده .. والأسد يتقدم جهته .. بدأ آدم يتراجع أكثر وهو يخشى أن يركض لأنه يتذكر أنه سمع في أحد البرامج عن الطبيعة ألَّا تركض أو تعطي ظهرك للأسود أو الحيوانات المفترسة أبدًا لأنك بذلك تطلب منهم أن يفترسوك بالحال .. ولكن الكلام سهل عن الواقع، فهو الآن يريد ان يركض بأقصى سرعة لديه، ولكنه يعلم جيدًا أن من المستحيل أن يكون أسرع من الغزلان التي تكون دائمًا الغذاء المفضل للأسود .. وهم يركضون وراءها ويصطادونها .. فلمح درجات السلم المؤدي إلى الدور العلوي، ففكر أن يذهب إلى أعلى ويختبئ في إحدى الغرف من ذلك الأسد اللعين .. وبالفعل اتجه بظهره جهة الأسد الذي ظل يتقدم جهته هو الآخر .. وبدأ آدم يصعد درجات السلم بظهره خطوة خطوة .. فتوقف فجأةً الأسد عن اللحاق به أسفل درجات السلم، واكتفى بأن وقف وهو يراقب آدم يصعد درجات السلم .. ففرح آدم وبدأ يصعد الدرجات بسرعة أكبر .. لكنه عندما اقترب من الدور العلوي قليلًا .. فعل الأسد ما كان يخشاه طول تلك الفترة .. فقد قام بلعق فمه بلسانه وهو يرى آدم أمامه .. إذًا لقد قرر أن يجعله وجبته القادمة .. في تلك اللحظة توقف عقل آدم عن التفكير .. وتحرك جسده بمفرده بدافع الخوف الشديد وألقى بالهاتف جهة الأسد .. الذي اتجه إليه سريعًا والتقطه بفمه وابتلعه في الحال .. ثم نظر إلى آدم، وقفزَ على الدرج سريعًا .. فركض آدم في الحال ونسي كل التحذيرات التي سمعها من قبل بألَّا يركض أمام الأسود .. وركض بكل قوة وسرعة على درجات السلم وفي الحال وجد نفسه أمام إحدى الغرف القريبة من السلم ..  فدخلها مُسرعًا .. وهو يغلق بابها ويتنفس الصعداء .. ليجد صوتًا يشبه صوت الغرغرة خلفه .. فنظر وراءه ليجد شيئًا صدمه بشدة .. فلقد وجد لبؤتين تجلسان على السرير في الغرفة .. منهم واحدة جاهزة للانقضاض عليه ..

فخرج خارج الغرفة سريعًا .. ليجد الأسد الذكر في نهاية الدرج يبحث عنه .. فدخل إلى غرفة أمامه وأغلق بابها بكل قوةٍ وعنف .. وظل يقف خلفها وهو يضع ثقل جسده بأكمله خلف الباب ليمنع الأسود من اقتحام الغرفة التي يتحصن بها ..  ولكن أدرك في الحال فرق القوه بين البشر والحيوانات عندما قام أحد الأسود بضرب الباب بضربة واحدة من جسده .. أطاحت بآدم من خلف الباب وسقط على الأرض بقوة .. ودلف إلى الغرفة ثلاثة أسود .. ذكر ولبؤتان .. وقفوا ينظرون إليه وهم يتمتعون برؤيته وهو خائف مرعوب يجلس على الأرض منتظرًا مصيره .. فاقترب الأسد الذكر منه ولكنه فجأةً صرخ في اللبؤتين بجواره فتراجعتا في خوف .. ولسان حاله يخبرهما بأنه فريسته هو فقط .. هذا ما علمه أيضًا آدم، فقفز من مكانه ووجد خلفه نافذة مغلقة تطل على حديقته فقفز منها بالحال، وحطم زجاجها بجسده .. ولم يدرِ بنفسه إلا وهو يسقط جهة الحديقة من الدور الثاني إلى الأرض .. لحظات ظل يتقلب في الهواء ولكنها بالنسبة له مرت كالدهر .. فهو يهوي إلى الأرض لا يدري أين رأسه من قدميه! سرعان ما ذاق جسده ألم الارتطام الذي امتصَّ معظمه بعض الشجيرات الصغيرة المزروعة بأسفل النافذة .. وأصبح آدم في أرضية الحديقة وبجواره الأشجار الصغيرة والنجيلة الخضراء وبعض قطع الزجاج المتناثر بسب تحطم النافذة عندما قفز من خلالها وقف آدم سريعًا .. قلبه ينبض بعنف ليسرع تدفق الدماء إلى رأسه ليخبره بأنه قد نجا الآن من مواجهة ثلاثة أسود بالغة لا يقل حجم أصغر أسد منها عن 180 كج .. حبات العرق غزت جبهته وتساقطت على وجهه .. مع انتشار الدماء والأدرينالين المصاحب لها في أنحاء جسده .. نظر برأسه إلى أعلى فوجد ذكر الأسد ينظر له شزرًا .. ثم ينظر أمامه جهة الحديقة .. خمن آدم في التو بأن الأسد سوف يقفز لأسفل لكي يقتص منه ويتابع صيده وفريسته .. فأطلق ساقيه للرياح وفكر بأن يهرب إلى خارج الحديقة وينطلق إلى الشارع ويركب سيارته الموجودة بالجراج .. لكنه علم في الحال بحسبه بسيطة أن ذكر الأسد لن يترك له تلك المدة لكي يهرب بعيدًا، وسوف يلحقه بسرعته بكل سهولة .. فاتجه إلى باب المنزل ووقف أمامه مرتاعًا يحاول أن يفتحه بسرعة .. وفي لحظة سريعة قفز الأسد إلى الحديقة .. ثم أخذ يبحث عن آدم الذي وجده يقف أمام الباب يرقبه .. فركض بسرعة شديدة جهته .. فدلف آدم في الحال إلى داخل المنزل مرةً أخرى، وسمع في الحال صوت ارتطام الأسد الضخم بالباب الذي كاد ينخلع وينخلع معه قلب آدم .. الذي لم يكن يتخيل في يوم من الأيام أن تكون الأسود بكل تلك القوة والرشاقة في أن واحد .. ابتعد عن الباب سريعًا ودلف إلى داخل المنزل ووقف أمام التلفاز، ونظر إلى الأريكة وبعض الأثاث محطم خلفها .. ثم سمع صوت تحطم وارتطام بعض الأثاث بالدور العلوي .. وقف آدم في منتصف غرفة المعيشة وبداء يفكر كيف يستطيع أن ينجو الآن من ذلك الموقف .. هو الآن محاط بثلاثة أسود .. ويتمنى ألا يكون بالمنزل أكثر من ذلك .. ولتفادي تلك المعضلة لن يتجول في أنحاء المنزل إلا في الأماكن التي يتأكد من خلوها من تلك الحيوانات .. ظل يحدث نفسه بتركيز شديد وهو يقيم الموقف ..” حسنًا .. هناك ثلاثة أسود .. أسد في الخارج في الحديقة أمام الباب .. ممكن أن يبتعد إلى خارج المنزل ويهيم في الشوارع .. أو يظل في حديقة المنزل يبحث عن مدخل .. وبذلك أكون قد تخلصت من أحدهم مؤقتًا ..

.. إذًا هناك تقريبًا اثنان آخران في الدور العلوي من المنزل .. إذًا أأمن مكان أكون به الآن هو هنا في الأسفل  .. فكر آدم سريعًا وهو يحاول أن يحلل الموقف الذي هو به الآن .. حسنًا .. في هذا الدور يوجد مطبخ صغير وبدون باب ليغلقه .. لا يصلح للاختباء .. وهناك حمام متوسط بجواره .. به باب ولكن ليس قويًّا لن يتحمل كثيرًا .. وأيضًا هناك”.

وقف ينظر حوله متفحصا ما يستطيع أن يجده لكي يحتمي به أو يستخدمه ليدافع عن نفسه .. فوجد الثلاجة والتلفاز وبعض قطع الأثاث العادية وأريكته المحببة والسلم الذي يصعده إلى الدور العلوي ..  وتذكر في الحال أن جميع الأجهزة التي يستطيع أن يستخدمها في الهجوم أو الدفاع عن تلك الحيوانات في الدور العلوي الذي ما زالت تعبث به الحيوانات المفترسة الآن .. أمسك ذقنه بقلق وظل يداعبها وهو يفكر فيما يستطيع أن يفعله أو يمكنه منا الهرب منهم .. لحظات وسمع صوت زئير الأسد الضخم الذي تستطيع سماعه جميع المخلوقات ولو على بعد 8 كم .. صوت ضخم ومرعب جعل آدم يسقط على ركبتيه من شدته  .. واهتزت الأرض أسفل منه بقوة .. ثم سمع صوت زئير الأسدين الآخرين يعلو بالأعلى .. إذًا الذكر يتواصل مع اللبؤتين .. إذًا بعد قليل ستعلم باقي الأسود أنه بالأسفل .. إذًا لا بد أن يتصرف سريعًا .. هو الآن لا يمتلك هاتفًا معه ولا يوجد خطٌّ أرضي بالمنزل لأنه أصبح بالنسبة له موضة قديم لا تواكب التكنولوجيا الآن .. وبالتأكيد سمع الجيران المحيطون به صوت زئير تلك الأسود وسوف يتصرفون ولكنه لا يستطيع أن يعتمد على ذلك الأمر أو أن يثق في الآخرين .. تذكر فجأةً وجود الساعة الذكية المصباح في يده .. ففرح بشدة وصرخ بها .. ” أيها المصباح .. اتصل بالمهندس رأفت .. أو أماني سكرتيرتي  ..أو أي شخص يعمل بشركتي متاح الآن ..” فجاء رد الساعة بصوت آلي جاف  .. ” لا يوجد هاتف أو جهاز اتصال .. يرجى توصيل المصباح بالهاتف أو جهة الاتصال المطلوبة .. ” .. أمسك آدم رأسه بضيق .. ” يجب أن تكون متصلًا بالهاتف .. ما هذا الهراء؟ يجب أن تنقل ذاكرة الهواتف بالكامل إلى داخل القرص الصلب للساعة لكي نستطيع أن نقوم بعملية الاتصال بدون الهواتف .. كيف غابت عنك تلك الفكرة يا رأفت؟” ظل ينظر إلى السلم مترقبًا خائفًا من أن ينزل أحد الأسود من الدور العلوي .. وفجأةً سمع صوت خبط شديد على باب المنزل من قبل الأسد بالخارج وهو يزأر بقوة .. فأمسك آدم بأذنه بقوة وحاول أن يمنع صوت الأسد من الوصول إلى أعماق قلبه .. ولكنه لم يستطع، فصرخ بساعته يأسًا ..”أيها المصباح ..  ابحث على شبكة الإنترنت .. كيف تنجو من الأسود؟” ليرد عليه صوت المصباح سريعًا .. “معلومة غير واضحة .. برجاء توجيه السؤال مرة أخرى .. “فنظر إلى الساعة بغضب” أيتها الساعة الغبية .. مسجل الأوامر به غير مجدٍ والذكاء الاصطناعي به عقيم .. ” أمسك رأسه بحيرة وهو يصرخ بها .. ” حسنًا .. أيها المصباح .. مما تخاف الأسود ..  ” لحظات مرت ثم عاد صوت الساعة تحدثه .. ” لقد وجدت 120   عنوانًا باسم كيف تخاف الأسود .. سوف أذكرها بالترتيب .. الأسود تخاف .. ” وبدأت الساعة تذكر عناوين المواضيع التي على شبكة الإنترنت بسرعة .. فصرخ آدم غاضبًا .. ” أيتها الساعة الغبية .. كل تلك الأموال صرفت على شيء غبي مثلك .. أيها المصباح ابحث عن أكثر المواضيع مشاهدةً باسم ممَّ تخاف الأسود؟ أو ما يجعل الأسود تهرب ..” لحظات مرت شعر خلالها آدم باليأس من عدم جدوى ساعته الذكية المصباح الذي كان يعول عليها أملًا كبيرًا .. ليأتي صوت الساعة يجيبه .. “أكثر المواضيع مشاهدةً .. مما تخاف الأسود تم نشره في يوم 12/8 /2003 بها 250 ألف مشاهدة .. تم ذكر الأسود به 130 مرة والفيلة 5 مرات والتمساح مرتين .. والثعابين مرة واحدة .. ” فصرخ آدم بالساعة .. ” أيها المصباح، هل تخاف الأسود من الأفيال والتماسيح والثعابين وماذا أيضًا .. ؟” فأخبره صوت الساعة فجأةً ..  “تخاف الأسود من الحيوانات التي تفوقها ضخامة مثل الأفيال وقطيع الجاموس البري والثعابين والتماسيح في الماء ومن البرق والصواعق ومن الحرائق ومن ..”

صرخ آدم فرحًا .. ” نعم النيران .. جميع الحيوانات تخاف من النيران .. الحل هو أن أشعل النيران .. ” فاتجه مُسرعًا إلى المطبخ الذي يمتلئ بأدوات المطبخ التقليدية .. فذهب آدم إلى الموقد سريعًا وأشعله ليجد أنه لا يشتعل حيث إنه يستخدم الطاقة الكهربائية في التسخين، ولا يتم استخدام النيران والغاز كالمعتاد  .. فضرب بيده الحائط غاضبًا ..وأخذ يبحث في جميع أنحاء المطبخ عن أعواد ثقاب أو قداحة يستطيع أن يشعل النيران بها فلم يجد لهما أي أثرٍ .. ظل يبحث ويبحث فلم يجد أيًّا منها. ولكنه وجد على حوض المطبخ بعض السلك المعدني الذي يستخدم في نظافة الأواني .. فأمسكه بفرح شديد وخرج من المطبخ مُسرعًا إلى غرفة المعيشة .. وأخذَ يبحث عن الريموت الخاص بالتلفاز فوجده على الأريكة، فأخذه بيده، وأخرج بطاريته، ثم أخذ البطارية بيده اليُمنى، وأخذ يكشط الجزء العلوي منها في السلك المعدني الخاص بالأواني لعدة لحظات فاشتعل السلك المعدني في الحال .. شعر آدم بالفرح الشديد، فوضع السلك على الأريكة، وأخذ ينشر النيران بها .. فاشتعلت بسرعة وأخذ الدخان يملأ المكان، وأصبحت النيران كبيرة فوضع آدم بعض الملابس على وجهه ووضع بعض الأثاث فوق الأريكة لتشتعل النيران أكثر وأكثر وهو يرقبها فرحًا .. فجأةً سمع دوي جرس الإنذار، ودوت صفرات الحريق وسقطت المياه من أعلى سقف المنزل لقد نسيَ أن منزله مجهز بنظام ضد الحرائق ..  المياه ظلت تهبط على رأسه وتهبط معها خيبة أمله في النجاة عندما رأى النيران بدأت تخبو بفعل سقوط المياه ..  وعندئذٍ رأى من طرف عينيه اللبؤتين تهبطان من على درج السلم إلى أسفل أحدهم تهبط ببطء والثانية قفزت بسرعة لتقف أمامه لا يمنعهم من مهاجمته إلا النيران التي على الأريكة، وبدأت تخبو في بطء، ظلت اللبؤتان ترقبانه وهم ينتظرون النيران تخبو وتنطفئ وهم ينفضون أجسادهم المبللة بعنف ويلعقون أفواههم بألسنتهم استعدادًا لتناول آدم على العشاء .. الذي نظر إليهم متحفزًا ثم تحدث بهدوء .. ” أيها المصباح .. ابحث على شبكة الإنترنت بالعربي والإنجليزية عن عنوان كيف تنجو من هجوم الحيوانات المفترسة .. ولخصهم في جمل صغيرة .. ” الساعة ظلت تومض لحظات .. وبدأت النيران تخمد تدريجيًّا .. فنظر آدم حوله عن منفذ للهرب فلم يجد إلا المطبخ أمامه والحمَّام وتقف أمامه لبؤة تسدُّه والأخرى تقف بالقرب من السلم العلوي تسد طريق الهرب أمامه وخلفه باب المنزل والمخرج إلى الحديقة وبه أسد ثالث في انتظاره .. لكن آدم لم يستسلم وفضَّل أن يقاتل للنهاية .. فنظر خلفه فوجد الثلاجة وراءه فذهب إليها مُسرعًا وأسقطها بقوة على الأرض فتراجعت الأسود قليلًا للخلف وسحب السلك الخاص بها ونزعه بعنف فقطعه من الثلاجة بصعوبة شديدة، والأسود ظلت واقفة تراقبه متحفزة .. فسحب آدم سلك الثلاجة المقطوع بيده ..وضرب السلك على الأرض بقوة    فأصدر صوتًا قويًّا .. جعل الأسود تتراجع إلى الخلف خائفةً .. فتذكر آدم المشاهد التي كان يراها في السيرك عندما كان يمسك المدرب سوطه ويضرب به الأرض فتخاف الأسود حوله .. وحاول أن يتقمص شخصية المدرب في تلك اللحظات لعله يستطيع أن يهرب إلى الحمَّام أو الدور العلوي .. أو أي مكان به باب يمنعه عن نظرات تلك الحيوانات الشرهة .. فسمع صوت ساعته الذكية ينطق أخيرًا .. ” تم إيجاد 563 موضوعًا خاصًّا بكيف تنجو من الحيوانات المفترسة .. ” فصرخ آدم بغضب .. ” المصباح .. أكثر المواضيع مشاهدة + العناوين الفرعية المهمة بها .. ”  تقدَّم أحد الأسدين جهته فجأةً .. فصرخ بها آدم وضرب الأرض بقوة بسلك الثلاجة .. فتراجعت اللبؤة وهي تفتح فمها وتزوم في وجه آدم .. والأخرى حاولت أن تتقدم أيضًا ففعل آدم مثل ما فعل مع الأخرى .. فتراجعت مبتعدة عنه .. فأمسك آدم بأحد المقاعد الصغيرة بجواره بيده الأخرى وأخذ يدفع المقعد بيده ويضرب سلك الثلاجة بالأرض  باليد الأخرى .. وفتح أمامه طريقًا إلى المطبخ فقفز بداخله بسرعة .. لكنه للأسف جعل نفسه في موقف أصعب لأنه أصبح محاصرًا في ذلك المطبخ الصغير .. ووقفت اللبؤتان على باب المطبخ تسدان مخرجه .. وآدم ما زال يصرخ بهما ويضرب الأرض بالسلك، ويدفع بالمقعد الخشبي الذي بيده تجاههما .. فتحدثت ساعته الذكية فجأةً .. ” كيف تنجو من هجوم الحيوانات المفترسة .. لا يجد الإنسان حلًّا حين يواجه حيوانًا شرسًا إلا الهرب، فنحن لدينا يقين أننا مهزومون لا محالة إذا دخلنا معهم في أية مواجهة، ولكن من أطلق هذا الحكم؟! صحيح أن هذه الطريقة قد تجدي في بعض الأحيان، ولكن هناك طرقًا أخرى للنجاة في الحالات التي لا ينفع فيها الهرب، نعرضها لكم هنا .. الدب ..  كن مستعدًّا بجلب رذاذ الفلفل الخاص بالدببة المفترسة.. إذا صادف وقابلت أيَّ دب أمامك فلا تفزع ولا تركض، وحاول بقدر الإمكان ألا تنظر في عينيه مباشرة.. إذا وجدت الدب يحاول الاقتراب منك، فتراجع ببطء شديد واثبت في مكانك.. إذا استمر في الاقتراب وحاول الوصول إليك، اسقطْ على الأرض وغطِ خلف رقبتك بيديك، وإذا تظاهرت بالموت فلن يفكر الدب بأنك تشكل أي خطر عليه.. تأكد من أنك تتظاهر بالموت لفترة طويلة إلى أن يذهب الدب بعيدًا عنك.

• الأسد.. إذا هاجمك أي أسد، فلا تركض هربًا فمهما تكن سريعًا فسوف يلحق بك.. إذا حاول الاقتراب منك، فقف مستقيمًا وحاول أن تظهر نفسك كما لو كنت طويل القامة والحجم بأكبر قدر ممكن، اصرخ فيه وارمِ الحجارة وأظهر الجرأة بأنك لا تخاف منه.. إذا قام الأسد بمهاجمتك فقاتله أنت كذلك ولا تتظاهر بالموت على الإطلاق، اضربه على رأسه بقسوة واحمِ رقبتك، قد يكون هذا أمرًا صعبًا، ولكن لا خيار لك للنجاة غير هذا.. التمساح .. ” وظلت الساعة تشرح لآدم باقي المواضيع التي وجدتها في بحثها .. عندما سمع آدم فجأةً صوت هاتفه يرن باستمرار .. وصوت رنين هاتفه يقترب أكثر فأكثر ويعلو أكثر فأكثر .. فشعر بالحيرة أكثر عندما وجد اللبؤتين ترجعان إلى الخلف قليلًا ليظهر فجأةً الذكر الذي كان في الحديقة .. يقف أمام آدم يسد مدخل المطبخ ورنين الهاتف يصدر من معدته بالداخل .. وخلفه تقف اللبؤتان .. وجميعهم ينظرون إلى آدم بشراسة، لقد تجمع الثلاثة أسود من جديد أمامه .. ولكن آدم لم يكن خائفًا في تلك المرة، لقد وضع لنفسه خطةً .. ونوى أن ينفذها بالكامل حتي يستطيع النجاة من ذلك الموقف .. فنزع ساعته من على معصمه .. وصرخ بالساعة .. “أيها المصباح فلتعرض فيديوهات لغزال يركض .. ” ثم ضغط على أحد الأزرار بالساعة فظهرت صورة هولجرامية لأحد الغزلان وهو يركض فألقى بساعته بعيدًا بقوة شديدة .. فسقطت على الأرض وخرج من ها صورة الغزال وهو يركض فذهبت اللبؤتان إلى الساعة بسرعة شديدة ووقفتا تنظران إلى الغزال الذي ركض خارج الساعة وهما مندهشتين ..  وظلتا تحاولان أن تطارداه وتارة تحاولان أن تمسكا الصورة الهولجرام بأيديهما فلا تستطيعان .. ونظر الذكر إليهما قليلًا ولكنه تركهما وتقدم إلى داخل المطبخ بثقة جهة آدم الذي لف سلك الثلاجة على رقبته .. ووقف منتصبًا ورفع يديه إلى أعلى رأسه، وصفَّق بشدة وظل يصرخ بقوة .. تراجَعَ ذكر الأسد خائفًا من آدم ولكنه وقف أمامه مرةً أخرى .. فنظر آدم بجواره فوجد بعض الأواني الحديدية فسحبها بيده وظل يطرق بها بشدة فوق رأسه وهو يصرخ .. ليظهر أمام الأسود أنه أقوى وأضخم منهم .. وبالفعل أصدرت الأواني المعدنية صوتًا صاخبًا للغاية اختلط مع صراخ آدم المنبعث من أسفل معدته .. وهربت الأسود من أمامه .. فتقدم بهدوء وبطء وهو يكرر ما يفعله حتى خرج من المطبخ واقترب من الحمام .. ثم دلف إليه سريعًا ..وأغلقه بقوة .. فسمع زئير الأسود بالخارج يصم أذنه .. بدؤوا يطرقون بشدة على باب الحمام الصغير الذي كان يعلم آدم أنه لن يتحملهم كثيرًا، وبدأ في الحال بتنفيذ خطته .. خلع ملابسه العلوية بسرعة شديدة .. ووضعها في فتحة البالوعة في الحمام، وفتح المياه في البانيو الصغير وفتح جميع الصنابير الموجودة في الحمام، وأغلق فتحات تصريف المياه بها جميعًا ..  ثم كسر بسرعة وعنف الماسورة الحديدية الخاصة بالدش .. فخرجت المياه بكل قوة وكثافة .. ثم أمسك سلك الثلاجة الملفوف على رقبته ونزع الغطاء عن طرفيه بأسنانه..   وربطها على الماسورة الحديدية .. ثم وقف على مقعد الحمَّام وتوجه إلى لمبة الإضاءة الموجودة ونزعها وكشف أسلاكها  وربط سلك الثلاجة في سلك لمبة الإضاءة المكشوف .. وخلع نعليه ومزق الجلد منها .. وفاضت المياه من البانيو والحوض وملأت الأرض وانسابت إلى خارج باب الحمام .. وما زالت الأسود بالخارج .. تحطم الباب بقوة .. أمسك آدم بالماسورة الحديدية ..  بيديه وهو يضع جلد حذائه على يديه .. وابتلع ريقه في خوف عندما حطمت الأسود باب الحمام ودلفوا إليه غاضبين .. وتأكد آدم أنهم واقفون فوق المياه المنسابة فوضع سلك الثلاجة الموصل بسلك المصباح الكهربائي على الماسورة الحديدية .. في الماء على الأرض .. فشعر بالكهرباء تسري في جسده بقوة .. على الرغم من  إمساكه بالجلد الخاص بحذائه ليخفف سيران الكهرباء في جسده  ..   وانتقلت الكهرباء إلى الماء بسرعة شديدة، فصُعقت الأسود المبللة بالمياه فصرخوا يزأرون وهم يهربون مبتعدين .. وخَرَّ آدم مغشيًّا عليه مصعوقًا ..

***

ياترى ماذا حدث لآدم ؟

✍️ اكتب ماذا تعتقد في التعليقات قبل أن تقرأ الحلقة التالية… حتى تقارن توقعاتك بما سيحدث بعد ذلك! 👇

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x