تنبيه: كتاباتي قد تسبب إدمانًا!⚠️

الروايات تُنشر على حلقات – تابعنا يوميًا للحصول على جديد الحلقات!

الحلقة السادسة من الجزء الأول من العابث

مَنْ لم يتملَّكه الغرور .. لم يَذُقْ طعم النجاح

(جوزبير قائد السجن)

 لحظات قليلة وسحب بعض الحراس آدم وهم يصرخون به غاضبين وبعضهم يركله في قدميه وهم يسحبونه إلى أحد المباني البعيدة جدًّا عن ساحة السجن .. وصعدوا به إلى الدور الثاني في ذلك المبنى .. ليدخلوا به إلى غرفة متوسطة الحجم .. بها مروحة ضخمة وصورة كبيرة لزعيمهم الراحل “هوغو تشافيز ” .. وبجوارها خزانة ضخمة بها بعض ملابس الحرس وعتادهم .. وسجادة صغيرة فوقها طاولة متوسطة .. ويجلس عليها رجل قصير بدين له شارب خفيف ويرتدي زيَّ الحراس، ولكنه يخلع الجزء العلوي منه ويجلس بفانلته الداخلية .. وعلى الرغم من ذلك يرتدي غطاء رأس أحمر فوق رأسه، ويأكل بنهمٍ شديدٍ، ويبدو عليه من هيئته تلك أنه هو زعيم هؤلاء الحراس .. الذي توقف عن تناول الطعام في الحال عندما رآى أمامه آدم وهو يقف بين يدي الحراس وهو بكامل زينته وبدلته السوداء الرسيمة التي كان يرتديها في حفل إعلان ساعته الذكية الوميض منذ قليل .. وحبات العرق تركض بعنف من على رأسه لتغزو جبهته .. فالجو هنا شديد الحرارة بشدة .. تشعر بأنك في قلب الجحيم .. فحرارة الجو بفنزويلا أكثر بكثير ممَّا نعتاده في القاهرة .. نظر كبير الحراس إلى آدم شزرًا وصرخ به بعدة كلمات وهو يبتسم بسخرية له: (هولا .. هولا .. دي جرينجو .. فياني  فوجا دا لابرزيون”، لم يفقه منها آدم شيءٍ غير كلمة واحدة هي .. (هولا .. هولا ..) وهي تعني مرحبًا بالإسبانية .. لأن هناك تطبيق محادثة شهيرًا يحمل هذا الاسم .. إذًا هؤلاء يتحدثون الإسبانية .. وهو لا يفقه شيئًا بها .. ظل كبير الحراس يحدثه بلهجةٍ حادةٍ وهو يصرخ به ..  فحاول آدم ان يحدثهم بالإنجليزية لعل أحدهم يتقنها ويتحدث بها .. “إني بدي كان اسبيك إنجليش .. أيام فاميس بيرسون .. أيام آدم عاصم .. أي كام فروم إيجيبت .. يو نو إيجيبت .. بيراميدز .. سفينكس .. كاملز ..” .. نظر له كبير الحرس مستغربًا .. ثم وقف فجأةً .. وحدثه بغضب ..”انجلاس .. هابلا انجلاس .. تو ..امريكانو .. تو .. هيجو دي بوتا .. امبرياليزمو ..” فهم آدم في الحال أنهم اعتقدوا أنه أمريكي إمبريالي .. فحاول إفهامهم بسرعة .. “نو .. أيام نوت أمريكان .. أيام إجيبشن .. أنا لست أمريكيًّا .. أنا مصري .. بات أي كان سبيك إنجلش .. ولكني أستطيع التحدث بالإنجليزية .. إيجيبت .. إيجيبت .. الأهرامات ..  ” وظل يشير بيده ويصنع شكل مثلث أمامهم .. فنظر إليه كبير الحرس قليلًا ويبدو أنه لم يفهم كلام آدم .. فحدث أحد جنوده بسرعة .. “اير ياماداز .. انكركلادو .. فرناندوز ..”، فهَزَّ الحارس رأسه وخرج مُسرعًا إلى خارج الغرفة .. فنظر كبير الحرس إلى آدم وحدثه وهو يشير بيده بلا مبالاة .. ” ايتارسي .. روبا ..” .. هز آدم رأسه مستغربًا .. “ماذا تعني؟”

فصرخ كبير الحرس في وجهه وهو يشير إليه بيده بغضب ..”ايتارسي .. روبا ..” فشعر آدم بالاضطراب فهو لا يفهم ما يطلب منه .. ولكن أتته الإجابة سريعًا عندما بدأ الحرس خلفه بنزع ملابسه عن جسده، فعلم آدم أنه طلب منه أن يخلع ملابسه .. فبدأ خلع ملابسه والحراس يحاولون نزعها منه بعنف .. فخلع جاكت بدلته وقميصه .. وهزَّه أحد الحراس في كتفه وأشار إلى بنطاله .. فنزع آدم بنطاله بغضب، واعطى الحارس إياه الذي بدأ في الحال بتفتيش جميع ملابسه، وأخرج محفظته ومحتوياتها .. ثم أخرج بطاقة آدم وأعطى كبير الحرس إياها .. الذي نظر بها قليلًا ثم نظر إلى آدم ثم حدثه مستغربًا .. ” أرابي بلابلاس .. تو دي أرابي .. ” فهز آدم رأسه فرحًا .. ” نعم .. نعم .. أنا عربي .. أنا عربي .. ” .. فنظر إليه كبير الحرس مُرتابًا .. ثم دخل الحارس الذي خرج من الغرفة سابقًا .. ودخل معه شخص آخر.. نحيل .. ويرتدي بنطال جينز فقط وجسده من أعلى عارٍ وعليه بعض النقوش والوشوم، وخلف ظهره وشم كبير جدًّا للمسيح .. ويبدو عليه من هيئته أنه سجين .. فنظر إليه كبير الحرس مُتهلِّلًا ثم حدثه “فرناندو .. دي جرانجو .. هابلا انجلاس .. تو .. هيجو دي بوتا  فوجا دا لابرزيون ..  فياني .. تو .. هيجو دي بوتا ” .. فنظر السجين فرننادو إلى آدم وحدثه بإنجليزية ذات لكنةٍ إسبانية كبيرة .. ” السيد جوزبير مدير السجن .. يسألك: لماذا اقتحمت السجن؟” .. ثم بدأ جوزبير في الحديث إلى فرناندو بسرعة .. ” كا كويدي سكابار .. دي لاسبانيتا .. ” فحدث فرننادو آدم بسرعة .. “إنه يسألك من كنت تريد أن تهربه من سجن لاسبانيتا .. ” .. في تلك اللحظة توقف عقل آدم عن التفكير .. فهو لا يعلم كيف سيبرر له اقتحامه السجن؟ كيف سيخبره أن كل ذلك هو جزء من لعبة رتبها شخص أو كيان ما يدعي العابث.. حتى ولو أخبرهم بتلك الحقيقة هل سيصدقونه .. يبدو أن هؤلاء الأشخاص غير ودودين بالمرة .. فيجب أن ينتقي كل كلمة تخرج من فمه .. كلمة خاطئة قد تودي بحياته في الحال .. نظر إلى أعين مدير السجن جوزبير .. فوجدهما غائرتين متحفزتين للانقضاض عليه في الحال .. فابتلع ريقه في توتر ثم فكر سريعًا ..إنهم يتوقعون منه سماع ما يريدون هم أن يسمعوه .. ولا تهمهم الحقيقة في شيء .. هم يعتقدون أني اقتحمت السجن لتهريب أحد المساجين .. إذًا هذا ما سوف يسمعونه مني الآن .. هز آدم رأسه في الحال لفرنناندو وحدثه بالإنجليزية .. “نعم إني قد حاولت اقتحام السجن هنا .. لكي أخرج أحد المساجين بالفعل ” .. ترجم في الحال فرناندو كلام آدم لجوزبير الذي وقف في الحال غاضبًا وتقدَّم جهة آدم وضربه في معدته بقوة وصرخ به .. “هيجو دي بوتا .. فوجا دا لابرزيون .. دي جرينجو .. ” ثم ضرب  صدره بقوة وهو يصرخ ..”جوزبير .. لانسراريار فوجا دا لابرزيون ..” شعر آدم بالألم وهو يعتصر معدتة وفكر ان يبطش بجوزبير في الحال ولكنة تراجع في نهاية الأمر وطأطأ رأسه كاظمًا وحاول أن يبعد عينه عن عيني جوزبير حتى لا يشعره بالتهديد فيبطش به أكثر .. فتابع جوزبير كلامه له بغضب .. “ديللومبريا .. اكوانتي لامبريتنزو .. فرننادو .. اسباليا دي كوتا .. دي جيرنجو .. ” فتحدث فرننادو إلى آدم بإنجليزيته الكسيرة .. ” يسألك مستر جوزبير للمره الأخيرة .. من الذي كنت تريد تهريبه من سجن لاسبانيتا .. ” ونظر  فرننادو إلى آدم وهز رأسه مُحذِّرًا .. “الأفضل لك ألَّا تكذب .. “ابتلع آدم ريقه في الحال وهو يفكر .. مَن الذي سيخبرهم عنه بأنه يريد أن يهربهم .. فهو لا يعلم أصلًا أي شيءٍ عن فنزويلا .. فكيف سيعلم عن ساكنيها .. ولكنه جرب فكرة كانت تختمر في عقله .. فحدث فرننادو سريعًا .. “أنا كنت أنوي تهريب أشهر شخصٍ في ذلك السجن .. ” فجاوبه فرننادو بتلقائية وبسرعة شديدة .. ” تقصد مستر سيذار دي جوانتو .. ” .. فابتسم آدم في الحال وهو سعيد بنجاح فكرته وابتلاع فرننادو للطعم وإخباره باسم أشهر شخص في سجن لاسبانيتا .. فهز رأسه بسرعة وهو ينطق اسم “سيذار دي جوانتو” ببطء حتى لا يخطئ في لفظه .. فجأةً أشار إليه كبير الحراس جوزبير بأصبعه وتحدث بالإسبانية التي ترجمها فرننادو سريعًا إلى آدم .. “أنت كنت تريد أن تهرب سيذار دي جوانتو من سجن لاسبانيتا .. ” فهز آدم رأسه للمرة الثانية وهو يؤكد كلامه .. ” نعم سيذار دي جوانتو .. هو الشخص الذي كنتُ أنوي تهريبه من السجن هنا .. ” فجأةً قطع كلامه صوت ضحك شديد من جوزبير .. وهو يضحك بشدة ويقهقه بطريقةٍ غريبة .. فتبعه الحراس وظلوا يضحكون بشدة على كلام آدم .. حتى فرننادو  السجين الذي يترجم له ضحك هو الآخر لكن بطريقةٍ أقل حدةٍ من كبير الحراس جوزبير ورجاله .. فنظر اليهم آدم مستغربًا .. متعجبًا وسأل فرننادو: “لماذا تضحكون على حديثي .. ” فتوقف جوزبير عن الضحك فجأةً وهو يصرخ في آدم بكلمتين بالإنجليزية فهمهم آدم بصعوبة .. “بيكوز .. دي جرينجو دي لاير ..

” فحدث فرننادو آدم .. ” مستر  جوزبير يقول إنه يضحك لأنك تكذب .. ”

***

***

ياترى ماذا سيحدث لآدم بداخل سجن لاسبانيتا أسواء سجن في العالم؟

✍️ اكتب ماذا تعتقد في التعليقات قبل أن تقرأ الحلقة التالية… حتى تقارن توقعاتك بما سيحدث بعد ذلك! 👇

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x