الحلقة السابعة الجزء الأول من العابث
مَنْ لم يتملَّكه الغرور .. لم يَذُقْ طعم النجاح
(سيذار دي جوانتو)
ابتلع آدم ريقه في الحال وهو يفكر .. مَن الذي سيخبرهم عنه بأنه يريد أن يهربهم .. فهو لا يعلم أصلًا أي شيءٍ عن فنزويلا .. فكيف سيعلم عن ساكنيها .. ولكنه جرب فكرة كانت تختمر في عقله .. فحدث فرننادو سريعًا .. “أنا كنت أنوي تهريب أشهر شخصٍ في ذلك السجن .. ” فجاوبه فرننادو بتلقائية وبسرعة شديدة .. ” تقصد مستر سيذار دي جوانتو .. ” .. فابتسم آدم في الحال وهو سعيد بنجاح فكرته وابتلاع فرننادو للطعم وإخباره باسم أشهر شخص في سجن لاسبانيتا .. فهز رأسه بسرعة وهو ينطق اسم “سيذار دي جوانتو” ببطء حتى لا يخطئ في لفظه .. فجأةً أشار إليه كبير الحراس جوزبير بأصبعه وتحدث بالإسبانية التي ترجمها فرننادو سريعًا إلى آدم .. “أنت كنت تريد أن تهرب سيذار دي جوانتو من سجن لاسبانيتا .. ” فهز آدم رأسه للمرة الثانية وهو يؤكد كلامه .. ” نعم سيذار دي جوانتو .. هو الشخص الذي كنتُ أنوي تهريبه من السجن هنا .. ” فجأةً قطع كلامه صوت ضحك شديد من جوزبير .. وهو يضحك بشدة ويقهقه بطريقةٍ غريبة .. فتبعه الحراس وظلوا يضحكون بشدة على كلام آدم .. حتى فرننادو السجين الذي يترجم له ضحك هو الآخر لكن بطريقةٍ أقل حدةٍ من كبير الحراس جوزبير ورجاله .. فنظر اليهم آدم مستغربًا .. متعجبًا وسأل فرننادو: “لماذا تضحكون على حديثي .. ” فتوقف جوزبير عن الضحك فجأةً وهو يصرخ في آدم بكلمتين بالإنجليزية فهمهم آدم بصعوبة .. “بيكوز .. دي جرينجو دي لاير .. ” فحدث فرننادو آدم .. ” مستر جوزبير يقول إنه يضحك لأنك تكذب .. ” .. هنا زادت دقات قلب آدم بشدة .. وشعر بأن شيئًا يقبض على معدته .. وسبحت بحور العرق على شواطئ وجهه وجسده .. ما الذي جعلهم يعلمون أنه يكذب .. وكيف سيتعاملون معي الآن بعد أن علموا بكذبي؟ وشعر بالخوف يعشش على قلبه ويرفض مغادرته .. عندما رأى جوزبير يقف مكانه مرةً أخرى ويقف أمامه بقامته القصيرة ويضربه في صدره وهو يتحدث ببطء ببعض الكلمات الإسبانية إلى آدم ويصاحبها ترجمته فرننادو المتهالكة .. “لا يهم من كنت تريد أن تهربه من السجن .. أنت كنت تريد أن تدخل سجن لاسبانيتا .. فأنت نجحت في ذلك .. ولكنك لن تنجح في أن تخرج منه أبدًا .. ما دمتُ أنا جوزبير قابع فوق هذا السجن .. ” .. ثم أشار جوزبير بمفاتيح سيارة آدم الألمانية وهو يهزها أمامه .. ” جراتسي دي جرينجو .. دولا لابريذدون ..” .. فعلم آدم في الحال أنه يشكره على سيارته، وأنه اعتبرها هديةً له .. فشعر آدم بالغصة والغضب بعدما علم بأنهم سيأخذون سيارته غصبًا عنه .. لكنه فكر بان سيارته ليست هي المعضلة الآن .. فتلك هي أهون مشكلاته الحالية .. أحد الحراس قام برمي بعض الملابس القديمة له .. فارتداها آدم في الحال .. وهو يـتأفف من رائحة العرق الكريهة التي تلتصق بتلك الملابس .. ولاحظ آدم فجأةً أن جوزبير ينظر له نظرات متحفزة .. فنظر إليه آدم يحاول أن يستشف لماذا ينظر له هكذا؟ فوجد نظر جوزبير مركزًا على خاتم المصباح الذي في يده .. وبسرعة شديدة وبدون وعي منه غطَّى آدم الخاتم بيده اليسرى .. فنظر إليه جوزبير غاضبًا، وصرخ به وهو يشير إلى مكان خاتم المصباح في يد آدم .. وبدأ الحرس في إمساك يد آدم بعنف وحاولا نزع خاتم المصباح من يده اليُمنى .. وهنا شعر آدم بالغضب الشديد والخوف العميق .. ففي تلك اللحظة كان يهُيَّأ لآدم أنهم يسحبون ابنه الصغير من يده وليس خاتمه .. فهو بالنسبة له كان مفتاح الخروج من هنا .. فمن خلال هذا الخاتم يستطيع أن يحلل ما حوله .. ويبحث عن أي معلومة يريدها .. ويتصل بأي شخص يرغب به .. ولكنه لم يستخدمه حتى لا يفطن أي شخص لأهميته .. وبدون ذلك الخاتم ستقلُّ فرص نجاته في ذلك المكان بالتأكيد .. ولم تفلح قوته في منع الحراس وهم يتكدسون على جسده وينجح بالنهاية جوزبير بسحب الخاتم من يده بعنف، وأخذ يـتأمل هيئته وتصميمه الفريد .. ولم تمنعه أصابعه الغليظة من أن يحشر خاتم المصباح في يده .. وأخذ يتأمل كفَّه وهو يحمل الخاتم وعليه النقوش بخط عربي جميل باسم المصباح فوق فصه الكبير .. فشعر آدم بالحسرة والحزن يكسو قلبه وهو يرقب جوزبير وهو يتبجح بخاتمه العزيز الذي به أحدث تقنياته التكنولوجيا، ولا يوجد له أي نظير في العالم .. ولم يرغب أن يصنع منه لأي شخص من رؤساء وعظماء العالم .. ولكن الآن يرتديه خنزير بشري بدين يتبجح بقوة لا يمتلكها وبمكانةٍ لم يحصل عليها بمجهوده .. هنا كان قرار آدم الأليم .. يجب أن أُضحِّي بالمصباح الآن فصرخ بقوة شديدة “أيها المصباح .. التدمير الذاتي .. رمز H .A.T.E.M .. كود 1119937790 .. ” .. نظر إليه جوزبير متفاجئًا من حديث آدم وهو يصرخ بالعربية .. ثم سمعَ صوتًا يخرج من الخاتم بيده .. ” كود التدمير الذاتي تم بنجاح” .. نظر جوزبير للخاتم بذهول وهو يضحك ويبتسم للجنود من حوله .. “دي رينجو .. لابلا هبلاس .. ” .. وأخذ يشير إلى فرننادو وهو يصرخ بالإسبانية .. “إن الخاتم يتحدث .. إن الخاتم يتحدث ..” ثم شعر فجأةً بأن الخاتم يسخن في يده بسرعة شديدة .. ثم شعر بأن الخاتم يصعقه بقوة .. فظل يصرخ من الألم .. وهو يحاول أن ينزع الخاتم من يده .. ولكنه كان يصعق أكثر كلما حاول لمسه ويتألم بشدة .. فحاول أحد الحراس أن يسحب الخاتم من يد جوزبير فصعق هو الآخر وفرَّ مُبتعدًا.. وحاول حارس آخر أن يسحبه الخاتم هو ولكن عند اقترابه من يد جوزبير شعر بسخونة شديدة تصدر من الخاتم .. فتوقف في الحال وانسحب متراجعًا .. زادت صرخات جوزبير وهو يصعق من الخاتم ويده تحترق منه بقوة وجنوده يحاولون أن يساعدوه وهم خائفون من أن يلمسوا الخاتم أو حتى يمسكوا بيد جوزبير .. فقام أحد الحراس برمي إبريق من الماء على يد جوزبير .. فأصبح جسده مبللًا بالماء .. فسرت الكهرباء في جسدِه أكثر وصعق بشدة وأغمي عليه في الحال بعد أن صرخ صرخة كبيرة .. أشعرت من حوله أنه في عِداد الأموات .. فتوجه آدم سريعًا جهة الخاتم، وأمسكه من وضعية معينة من يد جوزبير .. وأخرجه من يده .. لكنه وجده ساخنًا للغاية لدرجة أن أحرقَ أصابعه .. فأسقطه على الأرض في الحال، ثم سحب أحد المقاعد الخشبية ووضعه فوق الخاتم، ثم وضع قدمه فوق المقعد .. ظل آدم مترددً كثيرًا وقلبه يعتصر ألمًا ممَّا سوف يفعله .. ولكنه جمع شجاعته في الحال وأغمض عينيه .. وقام بضرب المقعد بقدمه بكل قوته .. فحطَّم المقعد الفص الإلكتروني الكبير الذي في الخاتم .. فنظر إلى الخاتم وهو شِبْهُ مُحطَّم أسفله فشعر بالقُشعريرة تسري في أسفل رقبته وانغمس في الألم والحزن .. ولكن أخرجه من تلك الحالة صوت الحراس وهم يحاولون إفاقة جوزبير وهم مرتعبون أن يكون قد فارق الحياة، فتوجه آدم جهته سريعًا، ثم رفع جسده البدين من على الأرض بصعوبة .. ثم أجلسه على الأرض ووضع ركبته في ظهر جوزبير ووضع يديه الاثنتين على رقبته، ووضع إبهاميه في آخر فقرة في عنق جوزبير، ثم سحب جسده على ركبته، وفرد إبهاميه بقوة على مؤخرة عنقه .. فاستيقظ جوزبير في الحال.. وهو يترنح متألمًا، فشعر الحراس بالفرح من رؤيته حيًّا .. وقام اثنان منهم بسحب آدم من خلفه وقاموا بإمساكه بعنف أمام جوزبير الذي ظلَّ يمسك يده متألمًا وهو ينظر إلى آثار الاحتراق في أصابع يده .. ثم تحدَّث إلى آدم بحنق شديد .. “سكري كيفادا .. كمويلفردو .. ” ثم أشار إلى رقبته بعلامة الذبح ..
**
***
ياترى ماذا سيحدث لآدم بداخل سجن لاسبانيتا أسواء سجن في العالم؟
✍️ اكتب ماذا تعتقد في التعليقات قبل أن تقرأ الحلقة التالية… حتى تقارن توقعاتك بما سيحدث بعد ذلك! 👇