تنبيه: كتاباتي قد تسبب إدمانًا!⚠️

الروايات تُنشر على حلقات – تابعنا يوميًا للحصول على جديد الحلقات!

الحلقة الثامنة من الجزء الأول من العابث

مَنْ لم يتملَّكه الغرور .. لم يَذُقْ طعم النجاح

(سيذار دي جوانتو)

في مصر بعد انتهاء حفل إعلان ساعة الوميض بعدة ساعات .. كان مراد واقفًا أمام منزل آدم بمدينة 6 أكتوبر .. يتحدث بالهاتف إلى أماني سكرتيرة آدم وهو قلقٌ .. “ألم تصلك أية أخبار عن آدم يا أماني؟ أنا أمام منزله الآن ولم أجده ولم أجد سيارته التي عاد بها..” .. فجاوبته أماني سريعًا من خلال الهاتف . “لم أعلم عنه أيَّ شيءٍ يا سيد مراد .. منذ أن رأيته في خِتام الحفل اليوم لم أسمع منه أي شيء .. وقد حاولت الاتصال على هاتفه كثيرًا، ولكنه غير متاح”.

هَزَّ مراد رأسه في ضيق .. “حسنًا يا أماني .. أنا أسف على إزعاجك في ذلك الوقت المتأخر”.

“العفو، لا يوجد داعٍ للاعتذار منه سيد مراد .. إني قلقة أيضًا على سيد آدم .. ليس من عادته أن يختفي هكذا دون أن يبلغنا بما يجب أن نفعله .. لكني أعلم أنه سوف يعود ويفاجئنا بفكرة أو بحث جديد كما يفعل دائمًا .. ” .. ابتسم مراد على مضض .. “نعم .. نعم .. هو دائمًا ما يفعل ذلك .. شكرًا لكي يا أماني .. وتصبحين على ألف خير.. ” ثم أغلق هاتفه في ضيق .. وأخذ ينظر إلى منزل آدم من خلفه وهو يحدث نفسه .. ” أتمنَّى .. أتمنَّى يا آدم ألَّا تكون .. ضحية لعبة جديدة من ألعاب ذلك المجنون العابث ..

ثم فتح باب سيارته وأخذ ينطلق في طريقه عائدًا ..

***

في زنزانة ضيقة صغيرة للغاية .. يقبع آدم وهو يرتدي الملابس القديمة التي أعطاه إيَّاها الحراس .. حافي القدمين بعد أن سلبوا منه حذاءه مع ملابسه وممتلكاته .. عائمًا في عرقه بسب الحر الشديد وارتفاع الرطوبة في الغرفة، وعدم وجود منفذ للهواء .. ينظر إلى آثار خاتم المصباح على أصابعه .. وهو يتذكر سرقته من جوزبير كبير الحرس وأتباعه .. ويبتسم لنفسه بسخرية .. إذا كان حراس السجن سرقوه .. فما بالك بالمساجين أنفسهم؟ أخذ يتحسس موضع الخاتم في يدِه وهو يتمتم لنفسه .. بأنه أخذ القرار الصحيح حين دمره .. حتى لا تقع هذه التكنولوجيا التي صنعها في قبضة شخص آخر .. وعلى الرغم من أن فُرص نجاته في سجن لاسبانيتا قد انخفضت بشدة كبيرة منذ تدمير خاتمه المصباح .. ولكنه شجع نفسه بأنه ما كان إلا أداة لتساعده على الخروج من هنا .. ولم تكن هي تذكره خروجه .. أن تذكره خروجه من هنا هو عقله .. والاعتماد على نفسه .. ظل يفكر بعمق ويراجع أفكاره بروية .. منذ صباح اليوم .. وأخذ يتذكر وهو عائد من حفلة انطلاق الساعة الذكية الوميض .. ومكالمة العابث له .. وأنه كان عائدا من مسرحه بالمقطم إلى البيت .. ليجد نفسه فجأةً قد انتقل من المقطم بمصر إلى لاسبانيتا في فنزويلا ..كيف ومتى .. ماذا حدث؟ هل انتقل آنيًّا في لحظة؟

؟ هل سافر عبر الزمن؟ هل وألف هل .. ظلت تتطرق رأسه وكادت تفجره من كثرة التساؤلات .. ولكنه أوقف تفكيره لحظات وهو يسترجع أولوياته .. ليست أولوياته الآن أن يعلم كيف أتى إلى سجن لاسبانيتا .. إن أولوياته الآن هو الخروج من هذا السجن، وليكن هذا محضُّ تفكيرك الآن .. يجب أولًا أن أضع أجوبة لبعض التساؤلات .. لماذا ظل جوزبير يضحك عندما أخبرته أني أتيت لأهرب ” سيذار دي جوانتو”؟ وكيف علم بأني أكذب .. ثانيًا .. لقد أشار جوزبير لي بأنه سوف يقتلني .. ولكن بدلًا من ذلك وضعوني في تلك الزنزانة الصغيرة بمفردي .. ماذا سوف يفعل معي؟ هل سيقتلني بالفعل؟ لا .. لا أعتقد .. إذا كان يريد ذلك فإنه كان قتلني بالفعل .. إذًا الحل الوحيد المنطقي الذي أراه الآن هو أنهم سوف يحاكمونني على محاولتي اقتحام سجن لاسبانيتا .. وأنهم الآن سوف يسلمونني إلى الشرطة بفنزويلا لكي يحققوا معي .. وفي تلك اللحظة سوف أستطيع الاتصال بأخي مراد وشركتي وسفارة مصر .. وأستطيع أن أتخلص من ذلك المأزق بسهولة .. إذًا الأمور تسير لصالحي .. لا يهم إذا خسرت سيارتي وخاتم المصباح، أستطيع تعويض ذلك بسهولة فيما بعد .. تنهد آدم براحةٍ شديدة وهو يسند رأسه على الحائط خلفه .. وهو كله ثقةٍ أنه سوف يتخلص من ذلك الوضع قريبًا .. وبالفعل كما تخيل بالضبط، أتى بعض الحراس وأخرجوه من زنزانته الصغيرة ولكنهم وضعوا قطعة قماش على رأسه، وقاموا بوضع يده في القيود .. شعر آدم بالاضطراب من وضعهم قطعة القماش علي رأسه وحجبوا رؤيته .. وبدأ يشعر بالقلق أن ينفذ جوزبير تهديده له .. ولكنه شعر بالقلق والاضطراب يتناقصان عندما حسب عدد خطواته عائدًا .. فهو قد قام بعد خطواته التي قام بها من ساعة خروجه من مكتب جوزبير إلى زنزانته تلك .. فكانت حوالي 665 خطوة تقريبًا .. أما وهو عائد مع الحراس فقد عد فوق 1400 خطوة .. أي أنه في مكان بعيد عن مكتب جوزبير بكثير .. ومكان واسع لأنه كان يشعر بالهواء وهو يتغلغل من أنحاء جسده .. ومليء بالناس لأنه كان يسمع أصوات كثيرة تتحدث وتصيح بجواره .. فكَّ الحراس قيوده .. ورفعوا قطعة القماش عن رأسه، فوجد الشمس تضرب في عينه .. فأبعدَ نظره قليلًا ووضع يديه على عينيه لحظاتٍ .. ثم بدأ يعتاد ضوء الشمس .. وأصبح يرى ويعي ما حوله جيدًا .. فبدأ يجول بناظريه بجواره ..   فوجد الحراس ينظرون إليه، وهم يبتسمون ثم تركوه وابتعدوا ..  تفاجأ آدم للغاية عندما وجد أن الحراس تركوه بمفرده في باحة السجن.. وحوله المساجين يرمقونه شزرًا ..  يوجد عدد كبير من المساجين في باحة السجن حوالي أكثر من 400 شخص معظمهم له شوارب خفيفة ولحى صغيرة .. أجسادهم تميل إلى النُّحول .. وملامحهم حادة وبشرتهم تميل إلى الاسمرار .. يشعرونك حينما تراهم .. كأنك تشاهد بعض المكسيكيين .. حتى لو لم يكونوا كذلك يمكن أن يعود ذلك إلى اللغة الإسبانية ودرجة الحرارة الشديدة التي تجعلك تربط بينهم وبين جميع مَنْ يشاركهم في نفس تلك العوامل ..  ويكاد جميعهم لا يرتدون شيئًا فوق فنلاتهم الداخلية من أعلى جذعهم وذلك بالطبع لدرجه الحرارة الشديدة .. ظلوا ينظرون إلى آدم قليلًا ثم قام بعضهم بالتصفيق له والتهليل له لحظات .. ثم تركه الجميع وعادو يتابعون ما كانوا يفعلونه .. شعر آدم بالاندهاش .. لماذا وضعه الحراس بداخل السجن .. لماذا لم يسلموه للشرطة لكي يحاكموه؟   هل سيسجنونه بدون محاكمة؟ ولو فعلوا ذلك .. إذًا متى سيخرج؟ وكيف سيعلم أي شخص عن وجوده هنا؟ كيف سيتصل بالسفارة المصرية؟ ما هذا الجنون الذي يعيشه الآن؟ يجب أن تخرجوني من هنا .. ظل آدم يصرخ بذلك وهو يبحث عن الحراس .. لكي يعيدوه إلى جوزبير لكي يسلمه للشرطة .. ولكنه لاحظ شيئًا غريبًا للغاية .. باحة السجن بأكملها لا يوجد بها حارس واحد .. كيف ذلك؟ أين ذهب الحراس الذين أتوا به منذ قليل؟ نظر حوله فوجد على بعد كبير مكان الفجوة التي صنعتها سيارته من قبل .. وقد أغلقت بالأسمنت في الحال .. ظل يصرخ: أيها الحراس .. أيها الحراس، أخرجوني من هنا .. فجأةً وجد رجلًا طاعنًا في السن بلحيته الخفيفة البيضاء وأسنانه الناخرة الغائرة .. يشير إليه بأصابعه الثلاث ويحدثه بالإسبانية .. ” جبروزا .. جبروزا .. لاسبانيتا .. جبروزا ..  ترايز دياز .. ترايز دياز  ..” ويشير إليه بأصابعه الثلاث .. فنظر إليه آدم مستغربًا .. وحدثه بالإنجليزية .. “هل تعلم من أنا يا سيدي؟ هل تحدثني؟ ماذا تقصد بثلاث؟ ماذا تقصد ..؟”

**

ياترى ماذا سيحدث لآدم بداخل سجن لاسبانيتا أسواء سجن في العالم؟

✍️ اكتب ماذا تعتقد في التعليقات قبل أن تقرأ الحلقة التالية… حتى تقارن توقعاتك بما سيحدث بعد ذلك! 👇

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x