عادة الكتابة اليومية: السر الذي يجعل الكُتّاب ينجحون حتى لو كانوا مبتدئين

Contents
- 1 ماهو السر الذي يجعل منك كاتب قويًا؟
- 2 لماذا تفشل معظم محاولات الكتابة؟
- 3 لماذا الانتظام أهم من الموهبة؟
- 4 الفوائد النفسية للكتابة المنتظمة
- 5 هل تعلم بأن معظم الكتاب العظماء أصبحوا هكذا بسبب عاداتهم؟
- 6 1. قاعدة الدقيقتين: وهدفها هو كسر الجمود، وليس لتحقيق أنجاز
- 7 2. تقنية البومودورو: ركز مثل القنّاص، لا تركض كالعداء
- 8 3. الكتابة الحرة: أطلق الوحش بداخلك
- 9 4. نظام المكافآت: أربط الإنجاز بالمتعة، لا بالألم
- 10 كيف تبني عادة الكتابة اليومية في 30 يومًا ؟
- 11 الأسبوع الأول: الزرع
- 12 الأسبوع الثاني: التمدد
- 13 الأسبوع الثالث: النحت
- 14 الأسبوع الرابع: الإتقان
- 15 كيف تحافظ على عادتك بعد الثلاثين يومًا؟
- 16 1. اصنع بيئة تحترم طقسك
- 17 2. الأيام السيئة ليست نهاية الرحلة
- 18 3. سجّل، حتى لا تنسى
- 19 أخطاء شائعة يكررها الكتّاب الجدد… تجنبها من اليوم الأول
- 20 لماذا هذه العادة استثمار حقيقي؟
- 21 الخاتمة: البداية ليست صعبة…
- 22 الأسئلة الشائعة حول عادة الكتابة اليومية (FAQ)
- 22.1 1. ما هي أفضل طريقة لبناء عادة الكتابة اليومية؟
- 22.2 2. كيف أتغلب على التسويف في الكتابة؟
- 22.3 3. هل الكتابة تحتاج إلى موهبة أم ممارسة؟
- 22.4 4. كيف يمكن للكتابة اليومية أن تجعلني كاتبًا محترفًا؟
- 22.5 5. كم أحتاج أن أكتب يوميًا لأصبح كاتبًا ناجحًا؟
- 22.6 6. ما هي روتينات الكتابة اليومية لكُتاب مشهورين؟
- 22.7 7. كيف أبدأ مشروعًا كتابيًا صغيرًا كمبتدئ؟
- 22.8 8. هل يمكن النجاح في الكتابة بدون دراسة أكاديمية؟
- 22.9 9. ما الفرق بين الكتابة الحرة والكتابة المنظمة؟
- 22.10 10. ما هي الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكتّاب المبتدئون؟
- 23 مصادر :
- 24 ابق على اطلاع
- 25 هل تحب الروايات المثيرة والمقالات المفيدة؟اشترك الآن ليصلك كل جديد من الكاتب إسلام عبد الله مباشرة في بريدك.
- 26
ماهو السر الذي يجعل منك كاتب قويًا؟
السر ليس في قوة أفكار الكاتب أو جمال كتاباته، ولكن السر في شيء أبسط من هذا بكثير فقط الروتين!
عادة الكتابة اليومية هي السر الذي لا يخبرك عنه أحد، لكنها ما يصنع الفرق بين كاتب يحلم، وكاتب ينجح. في هذا المقال، ستكتشف كيف تبني عادة يومية تُطلق العنان لإبداعك.
حيث لا تكمن قوة الكاتب في موهبته فحسب، بل في قدرته على تحويل الكتابة من فكرة عابرة إلى ممارسة يومية لا تنقطع. هذا هو السر الذي يفصل بين الكُتّاب الناجحين وأولئك الذين يبقون أسرى أحلامهم دون تحقيقها.
إذا كنت تحلم بأن تصبح كاتباً محترفاً، أو حتى مجرد شخص يستطيع التعبير عن أفكاره بوضوح وإبداع، فهذا المقال سيكون بوصلتك نحو بناء عادات كتابية مستدامة تقودك إلى النجاح.

منذ عشرة أعوام، كنت أجلس أمام شاشة الحاسوب يوميًا، أحدق فيها دون أن أكتب سطرًا واحدًا. لم أكن أفتقر للأفكار، بل كنت أفتقر للعادات. لم أتغيّر بين ليلة وضحاها، ولكن عندما بدأت أكتب كل يوم، ولو جملة واحدة، بدأت ألاحظ الفرق في أسلوبي، في أفكاري، وحتى في ثقتي بنفسي ككاتب.
إذا كنت تقرأ هذا الآن، فدعني أخبرك لست بحاجة إلى أن تكون عبقريًا لتبدأ. أنت بحاجة إلى عادة واحدة فقط……. الكتابة كل يوم.
لماذا تفشل معظم محاولات الكتابة؟
قبل أن نغوص في تفاصيل بناء العادات، دعني أخبرك بحقيقة قاسية: 95% من الأشخاص الذين يبدأون رحلة الكتابة يتوقفون خلال الشهر الأول. لماذا؟ لأنهم يعتقدون أن الإلهام سيأتي من تلقاء نفسه، وأن الكتابة مجرد موهبة فطرية لا تحتاج إلى ممارسة منتظمة.
الحقيقة مختلفة تمامًا. الكتابة مهارة مثل أي مهارة أخرى .. تحتاج إلى تدريب مستمر وممارسة منتظمة. والعادات اليومية هي الأساس الذي يُبنى عليه كل نجاح في عالم الكتابة.
لماذا الانتظام أهم من الموهبة؟
تخيل عضلة لا تستخدمها أبداً .. بالطبع ستضمر وتضعف. الأمر نفسه ينطبق على مهارة الكتابة. عندما تكتب بانتظام، فإنك:
1. تطور “عضلة” الكتابة الذهنية: مثلما يحتاج الرياضي إلى تمرين يومي، يحتاج الكاتب إلى ممارسة منتظمة لتقوية قدرته على التعبير والإبداع.
2. تبني مخزوناً من الأفكار: الكتابة المنتظمة تجعل عقلك في حالة استعداد دائم لالتقاط الأفكار وتطويرها. ستجد نفسك تلاحظ تفاصيل لم تكن تراها من قبل.
3. تتجاوز حاجز “الصفحة البيضاء”: هذا الوحش الذي يرعب كل كاتب مبتدئ. عندما تكتب يومياً، تصبح البداية أسهل لأن قلمك معتاد على الحركة.
4. تطور صوتك الكتابي الفريد: هذا شيء لا يمكن تعلمه من الكتب .. يأتي فقط من خلال الممارسة المستمرة.
الفوائد النفسية للكتابة المنتظمة
لا تقتصر فوائد الكتابة المنتظمة على تحسين المهارة فحسب، بل تمتد لتشمل:
- تحسين الصحة النفسية: الكتابة تساعد في تفريغ المشاعر وتنظيم الأفكار
- زيادة الثقة بالنفس: كل يوم تكتب فيه هو انتصار صغير يبني ثقتك بنفسك
- تطوير الانضباط الذاتي: العادة تعلمك الالتزام والمثابرة
- تحسين التركيز: الكتابة المنتظمة تدرب عقلك على التركيز لفترات أطول
هل تعلم بأن معظم الكتاب العظماء أصبحوا هكذا بسبب عاداتهم؟
دعني أشاركك مع بعض الأمثلة الحقيقية لكُتّاب محترفين وكيف شكلوا روتيناتهم اليومية:
نجيب محفوظ الذ يطلق عليه لقب “سيد الانضباط”
كان نجيب محفوظ يستيقظ كل يوم في الساعة السادسة صباحًا، ويجلس إلى مكتبه بالضبط في السابعة. لم يكن ينتظر الإلهام كان يكتب سواء شعر بالرغبة بذلك أم لا. هذا الانضباط جعله ينتج هذا العدد الكبير من رواياته وقصصه القصيرة.
ستيفن كينغ
ظل ستيفن كينغ يكتب 2000 كلمة يومياً، 365 يوماً في السنة. ونذكر دائمًا مقولته المشهورة: “الهواة ينتظرون الإلهام، أما المحترفون فيجلسون ويبدأون العمل.” هذا الالتزام جعله ينشر أكثر من 80 كتاباً.
هاروكي موراكامي:
أما هاروكي فكان يستيقظ في الرابعة صباحاً، يكتب لخمس أو ست ساعات، ثم يذهب للجري أو السباحة. يقول: “الانتظام يجعل الكتابة أقل إرهاقاً وأكثر متعة.”
لكن الأمور ليست وردية هكذا، فلا تعتقد بأنك سوف تبني عادة الكتابة يوميًا هكذا بسهولة، فلاتنسي وجود العدو الأول لاي كاتب، وانا شخصيًا مازلت أعاني منه ألا وهي عادة “التسويف”!
وللتغلب على التسويف، عدوك الأول في رحلة الكتابة
يجب أن تفهم أولًا جذور التسويف في الكتابة
“التسويف في الكتابة لا يأتي من الكسل”
هذه ليست حيلة نتكئ عليها هربًا من العمل، بل صراع داخلي معقد، يتسلل في هيئة تأجيل، لكنه يخفي خلفه زلازل من الشك والخوف والتردد. الكاتب لا يتكاسل، بل يحارب شبحًا لا يُرى ممثل بأشياء اخرى.
مثل الخوف من النقد: “ماذا لو كان ما أكتبه سيئاً؟”
هذا السؤال يهمس في أذنك كلما وضعت يدك على القلم. إنه ليس مجرد قلق، بل رعب حقيقي من أن ترى أفكارك تلك التي خرجت من أعماقك تُسحق تحت قدم رأي جارح. النقد ليس موجّهًا للكلمات، بل لما تعنيه لك الكلمات.. ولهذا نرتعب. لأننا نكتب من أرواحنا، فنتوجس من أن يُقال لنا: “ما هذا الهراء.”
أو السعي للكمال: “لن أكتب حتى تكون الفكرة مثالية”
معضلة الانتظار. نتصوّر أن الفكرة المثالية ستأتي في لحظة إشراق خارقة، لكن الحقيقة أن الكمال ليس نقطة بداية، بل نتيجة نادرة تأتي فقط بعد كثير من الفوضى، بعد أن تكتب ما هو ناقص ومشوّش، ثم تُنقّحه وتعيد كتابته. من ينتظر اللحظة المثالية، قد لا يكتب أبدًا.
الإرهاق من كثرة الخيارات: “لا أعرف عن ماذا أكتب”
أحيانًا، المشكلة ليست في غياب الفكرة، بل في وفرتها. كل فكرة تبدو محتملة، وكل طريق مفتوح، حتى يصبح عقل الكاتب كغابة بلا خريطة. تضيع في احتمالاتك، وتتجمد في مكانك، ليس لأنك لا تملك شيئًا، بل لأنك تملك كل شيء دفعة واحدة.
قلة الثقة: “من أنا حتى أكتب؟”
السؤال الذي يطرق صدرك مثل مطرقة ثقيلة. وكأن الكتابة امتياز خُصّ به آخرون.. هؤلاء كتاب الكبار، العظماء، من لهم أسماء على أغلفة الكتب.. من أنا حتى أصبح مثلهم، لكن الحقيقة أن كل كاتب منهم روادهم نفس الشكوك التي راودتك الآن. بدأ بهذا السؤال، ثم كتب رغمًا عنه. ليس لأنهم واثقون، بل لأنهم رفضوا أن تتملكهم شكوكهم. الكتابة ليست لمن يعرف أنه جدير بها، بل لمن لا يستطيع التخلّي عنها.
حسنًا أليس هنالك حل للعنة التسويف هذه ؟
من وجهة نظري ككاتب محترف قضى سنوات في مواجهة وحش التسويف، أستطيع أن أقول بثقة: التسويف ليس لعنة أبدية، بل عَرَض يمكن التعامل معه بذكاء، لا بالقوة. كثيرًا ما يتخيل الكتّاب الجدد أن المحترفين لا يعانون منه، لكن الحقيقة؟ نحن فقط تعلمنا كيف نروّضه. دعني أشرح لك هذه الأدوات بطريقة تجعلك لا تراها نصائح عامة، بل أسلحة شخصية تضعها في جعبتك كل يوم:
1. قاعدة الدقيقتين: وهدفها هو كسر الجمود، وليس لتحقيق أنجاز
في كثير من الأحيان، لا يكمن الخوف في “الكتابة”، بل في البدء بالكتابة. الصفحة البيضاء مخيفة لأنها تُشعرنا بأن علينا ملأها فورًا بشيء عبقري، وهذه كذبة.
قاعدة الدقيقتين تقول ببساطة:
“لا تفكر بالصفحة، فكّر بالجملة.”
اكتب شيئًا سخيفًا حتى، مثل: “أنا لا أعرف ماذا أكتب.. وأنا في أوقات كثيرة أكتب فقط أسمي بعدة أشكال وأتخيل محادثة أعرف بها عن نفسي للأخرين، مجرد حيلة بسيطة لكي أعتاد على الكتابة فقط”. فجأة، ستجد نفسك تسترسل. لماذا؟ لأنك كسرت الحاجز النفسي. ككاتب محترف، أؤكد لك: أغلب ما كتبته في بدايتي لم يكن جيدًا، لكنه كان البذرة.
2. تقنية البومودورو: ركز مثل القنّاص، لا تركض كالعداء
كثيرون يظنون أن الكاتب الجيد يكتب لساعات بلا توقف.. وهذا خاطئ. الكاتب الذكي يكتب بتركيز مكثّف، لا وقت طويل.
تقنية البومودورو هي باختصار (25 دقيقة تركيز / 5 دقائق راحة) وهي بمثابة تدريب ذهني. أنت لا تكتب لأنك “في المزاج”، بل لأنك ضبطت المؤقت. هذه البساطة تغيّر كل شيء.
جرّبها مرة، وستشعر أن 25 دقيقة من التركيز أفضل من ساعتين من المماطلة.
3. الكتابة الحرة: أطلق الوحش بداخلك
أكبر عائق للكاتب المبتدئ؟ رغبته أن يكون كل ما يكتبه “مثاليًا” من أول محاولة. وهذه رغبة قاتلة للإبداع.
الكتابة الحرة (Free Writing) هي التمرين السحري الذي يحررك من هذا السجن. اجلس 10 دقائق، واكتب دون توقف، مهما كان المحتوى غير مترابط. لا تعود إلى الوراء، لا تصحح، لا تحذف.
أنا أستخدم هذا التمرين عندما أشعر بعدم وجود شيء لأكتبه. وبعد 10 دقائق؟ عادةً ما أجد “جوهرة صغيرة” وسط الفوضى التي صنعتها، أنسج حولها مشهدًا، أو مقطعًا قويًا.
تذكّر: “الكلمات السيئة تمهّد الطريق للكلمات العظيمة.”
4. نظام المكافآت: أربط الإنجاز بالمتعة، لا بالألم
العقل البشري بسيط إذا كافأتَه على سلوك، سيتكرّر. لذلك بعد كل جلسة كتابة أياً كانت نتيجتها كافئ نفسك بشيء تحبه. قهوة، قطعة شوكولاتة، أو مشاهدة مسلسلك المفضل.
أنا شخصيًا أكافئ نفسي بلعب العابي الالكترونية المحببة على حاسوبي، بعد جلسة كتابة ناجحة. والنتيجة؟ أصبح عقلي يربط بين “الكتابة” و”المتعة”، لا “المعاناة”.
الكتابة ليست تعذيبًا، بل فعلًا يستحق أن يُحتفى به.
وسنذكر معا خطة بسيطة لبناء عادة الكتابة اليومية خلال 30 يوم
كيف تبني عادة الكتابة اليومية في 30 يومًا ؟
الأسبوع الأول: الزرع
الهدف: أن تكتب 10 دقائق يوميًا.
المحتوى: أي شيء. يوميات. تأملات. تدفّق حر.
التوقيت: اختر وقتًا محددًا والتزم به مهما كانت الظروف.
في هذا الأسبوع، لا تكتب شيء جيدًا، بل فقط اكتب .
لا تسمح لشيء بأن يُقاطعك سوى نهاية المؤقت. لا تصحح، لا تعيد قراءة، لا تراجع.
أنت هنا لتكسر الخوف. لتقول لعقلك أنا أكتب لأنني اخترت ذلك، لا لأن الإلهام تكرم علي.
الأسبوع الثاني: التمدد
الهدف: 20 دقيقة يوميًا.
المحتوى: جرّب. قصة قصيرة؟ مقال؟ بداية رواية؟ قصيدة؟
التركيز: لا زلت في مرحلة البناء، لكنك الآن تبدأ باللعب مع الأشكال المختلفة.
في هذه المرحلة، ابدأ بإعادة قراءة بعض ما كتبته في الأسبوع الأول.
ستتفاجأ. ستجد شيئًا يستحق التطوير. وربما تبتسم عندما تدرك أن كلمات الأمس، رغم بساطتها، لم تكن سيئة كما ظننت.
الثقة لا تنبع من النتائج، بل من الاستمرار. أنت تزرع ثقة كلما جلست لتكتب.
الأسبوع الثالث: النحت
الهدف: 30 دقيقة يوميًا.
المحتوى: اختر نوعًا تحبه وركّز عليه.
التحدي: ابدأ مشروعًا صغيرًا قصة، سلسلة تدوينات، معالجة سيناريو.
الآن، تبدأ ملامح الكاتب فيك بالتشكل. لم تعد الكتابة تمرينًا عشوائيًا.
الزمن صار أداة. اللغة بدأت تطاوعك. بدأت تدرك أنك لا تكتب وحسب، بل “تبني” شيئًا.
الأسبوع الثالث هو نقطة التحول. من مجرد عادة إلى مشروع.
وهنا تبدأ تشعر بمتعة الانغماس.
الأسبوع الرابع: الإتقان
الهدف: من 45 دقيقة إلى ساعة يوميًا.
المحتوى: راجع، حرّر، أعد الصياغة، ركّز على الجودة.
الغاية: إنهاء أول مشروع كتابي صغير لك.
وصلت إلى لحظة فارقة.
لم تعد تكتب لتملأ الفراغ، بل لتشكّل نصًا كاملًا يستحق أن يُقرأ.
اكتب الفصل الأخير، المقالة النهائية، أخر سطر في قصتك. ثم أعد القراءة… وابدأ التحرير.
هنا، تكتشف الفرق بين من يكتب وبين من يصنع نصًا.
أنت الآن على عتبة الاحتراف، ليس لأنك أصبحت خبيرًا، بل لأنك عرفت أن الطريق الوحيد إلى الإتقان هو الاستمرار.
كيف تحافظ على عادتك بعد الثلاثين يومًا؟
1. اصنع بيئة تحترم طقسك
كل كاتب يحتاج مكانًا خاصًا، حتى لو كان مجرد زاوية بسيطة.
الأهم أن يكون هذا المكان مخصصًا للكتابة، ومرتبطًا في ذهنك بلحظة التركيز.
أزل المشتتات. أغلق الهاتف.. امنح نفسك مساحة نظيفة من الضجيج البصري والذهني.
وجهّز أدواتك مسبقًا، فلا شيء يقطع حبل الإبداع أكثر من البحث عن دفتر أو شاحن.
2. الأيام السيئة ليست نهاية الرحلة
ستأتي أيام ثقيلة، بلا رغبة، بلا أفكار.
في هذه اللحظات، لا تقاوم. اكتب عن ذلك.
قل: “لا أريد أن أكتب اليوم”. ربما تتحول هذه الجملة نفسها إلى مشهد، إلى فكرة، إلى بداية نص.
اكتب ولو جملة. حتى الجملة الواحدة تحمل وزنًا هائلًا إذا كُتبت في وجه الكسل.
اقرأ ما كتبت من قبل. شاهد مدى تطورك. ذكّر نفسك لماذا بدأت.
3. سجّل، حتى لا تنسى
احتفظ بسجل بسيط لتتبع تقدمك.
اكتب فيه:
- كم دقيقة كتبت؟
- كم كلمة؟
- ما شعورك بعد الكتابة؟
- هل خطرت لك فكرة تستحق العودة إليها؟
بعد أسابيع، هذا السجل سيكون مثل مرآة تُظهر وجهك الحقيقي ككاتب، وتمنحك دافعًا للاستمرار.
أخطاء شائعة يكررها الكتّاب الجدد… تجنبها من اليوم الأول
السعي للكمال من البداية
الكتابة الأولى لا يجب أن تكون جيدة، بل أن تكون موجودة.
النسخة المثالية تأتي لاحقًا، عبر التحرير، وليس في أول جلسة.
مقارنة نفسك بالآخرين
لا تقارن أول مشروع لك بكتاب منشور لروائي معروف.
قارن نفسك فقط بنفسك. بنسختك من الأسبوع الماضي.
الاستسلام بعد انقطاع يوم أو اثنين
ليس الهدف أن تكتب يوميًا بلا توقف، بل أن تعود فورًا بعد أي انقطاع.
العادة تبنى بالعودة، لا بالكمال.
إهمال القراءة
الكاتب الذي لا يقرأ يفقد وقوده. اقرأ بانتظام، في مجالك وخارجه.
القراءة تشحذ الإحساس باللغة، وتكشف لك أساليب جديدة، وتمنحك عمقًا لا يُشترى.
لماذا هذه العادة استثمار حقيقي؟
الكتابة لم تعد مهارة نادرة فقط، بل عملة ثمينة في كل مجال.
من النشر الرقمي إلى صناعة المحتوى، من كتابة السيناريو إلى الترجمة، من التعليم إلى التسويق… الكلمة تفتح الأبواب.
وكل هذه الأبواب تبدأ من عادة واحدة صغيرة.. أن تكتب كل يوم.
الخاتمة: البداية ليست صعبة…
الكاتب العظيم لم يُخلق هكذا.
كان، في يومٍ ما، شخصًا مثلك. يجلس أمام صفحة بيضاء، قلبه مليء بالأفكار، لكنه لا يعرف من أين يبدأ.
لكنه جلس. وكتب. واستمر. ولم يتوقف.
أنت اليوم أمام الفرصة نفسها.
افتح صفحة جديدة. واكتب جملة واحدة.
ليس لأنك جاهز، بل لتصير جاهزًا.
رحلة الكاتب لا تبدأ بالموهبة.
تبدأ بفعل بسيط، يومي، عنيد .. فعل الكتابة.
ابدأ اليوم. ابدأ الآن.
هل أعجبك هذا المقال؟ شاركه مع أصدقائك الذين يحلمون بأن يصبحوا كُتّاباً، وابدأوا رحلتكم معاً نحو إتقان فن الكتابة.. وتستطيع قراءة المقال الأول من هذه السلسلة من هنا لماذا نكتب؟ أسرار لا يخبرك بها أحد عن عالم الكتابة
الأسئلة الشائعة حول عادة الكتابة اليومية (FAQ)
1. ما هي أفضل طريقة لبناء عادة الكتابة اليومية؟
ابدأ بجلسات قصيرة لا تتجاوز 10 دقائق يوميًا، واكتب في نفس الوقت والمكان كل يوم. لا تركّز على الجودة في البداية، بل على “الانتظام”. اكتب عن أي شيء يخطر ببالك، وستلاحظ بعد فترة أن الكتابة أصبحت أسهل وأكثر تلقائية.
2. كيف أتغلب على التسويف في الكتابة؟
استخدم أدوات مثل “قاعدة الدقيقتين” لبدء الكتابة فورًا، وتقنية “البومودورو” لزيادة التركيز، و”الكتابة الحرة” لكسر الجمود. الأهم أن تبدأ، حتى بجملة واحدة. ربط الكتابة بمكافأة صغيرة يومية يساعدك أيضًا على الاستمرارية.
3. هل الكتابة تحتاج إلى موهبة أم ممارسة؟
الموهبة قد تمنحك بداية جيدة، لكن الممارسة المنتظمة هي ما تصنع كاتبًا حقيقيًا. أفضل الكُتاب في العالم لم يولدوا عباقرة، بل كتبوا آلاف الكلمات قبل أن يصلوا إلى أسلوبهم المميز.
4. كيف يمكن للكتابة اليومية أن تجعلني كاتبًا محترفًا؟
الكتابة اليومية تبني عضلة التعبير، تطوّر أفكارك، وتُكسبك الثقة. بمرور الوقت، تُنتج مشاريع متكاملة، وتكتشف صوتك الخاص ككاتب، وهذا هو جوهر الاحتراف.
5. كم أحتاج أن أكتب يوميًا لأصبح كاتبًا ناجحًا؟
لا توجد كمية سحرية، لكن البدء بـ10 دقائق يوميًا، ثم التدرّج إلى 30–60 دقيقة يوميًا يُعتبر ممتازًا. الأهم من الوقت هو “الاستمرارية”، حتى لو كانت الكلمات قليلة.
6. ما هي روتينات الكتابة اليومية لكُتاب مشهورين؟
– نجيب محفوظ كان يكتب كل صباح من السابعة حتى التاسعة.
– ستيفن كينغ يكتب 2000 كلمة يوميًا دون انقطاع.
– هاروكي موراكامي يستيقظ فجراً، يكتب ثم يمارس الرياضة.
كل كاتب له طقوسه، لكن المشترك بينهم هو “الانتظام”.
7. كيف أبدأ مشروعًا كتابيًا صغيرًا كمبتدئ؟
ابدأ من فكرة بسيطة: قصة قصيرة، تدوينة، مقالة أو حتى مشهد روائي. لا تفكّر في مشروع ضخم. المهم أن تبدأ بشيء يمكنك إنهاؤه خلال أسبوع أو أسبوعين. الإنجاز يمنحك دفعة نفسية هائلة.
8. هل يمكن النجاح في الكتابة بدون دراسة أكاديمية؟
نعم بالتأكيد. كثير من الكُتاب الناجحين لم يدرسوا الكتابة في الجامعات. القراءة المستمرة، والتجريب، والممارسة اليومية تُغني عن أي شهادة، طالما لديك الشغف والرغبة في التطور.
9. ما الفرق بين الكتابة الحرة والكتابة المنظمة؟
الكتابة الحرة: تكتب دون توقف أو تعديل، لتفريغ الأفكار بحرية.
الكتابة المنظمة: تكتب بنية واضحة، مع تخطيط وتنقيح.
الاثنتان ضروريتان: الحرة لتحفيز الإبداع، والمنظمة لتحويل الأفكار إلى نصوص قابلة للنشر.
10. ما هي الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكتّاب المبتدئون؟
– انتظار الكمال من أول جملة.
– مقارنة النفس بكُتّاب محترفين.
– الانقطاع بعد يوم أو يومين من الفشل.
– إهمال القراءة.
كل هذه الأخطاء طبيعية، ويمكن التغلب عليها بالاستمرار والوعي.
مصادر :
: https://jamesclear.com/atomic-habits
https://writingcooperative.com