تنبيه: كتاباتي قد تسبب إدمانًا!⚠️

الروايات تُنشر على حلقات – تابعنا يوميًا للحصول على جديد الحلقات!

الحلقة الثالثة عشرة من الجزء الأول من العابث

مَنْ لم يتملَّكه الغرور .. لم يَذُقْ طعم النجاح

في صباح اليوم التالي ..كان مراد يجلس على مقعد أمام مكتب المهندس رأفت .. وهو يهز قدمه في عصبية وتوتر شديد .. لحظات قليلة ودخل عليه المهندس رأفت .. فقفز مراد من مكانه واتجه إليه سريعًا وحدثه بلهفة شديدة “لماذا تأخرت اليوم يا بشمهندس رأفت .. لقد انتظرتك منذ وقت طويل .. ” جلس رأفت على مكتبه وحاول تهدئة مراد .. “أنا أسف يا سيد مراد .. لقد تعطَّلت سيارتي فجأةً .. ولكن لماذا انتظرت في مكتبي؟ لما لم تنتظرني في مكتب السيد آدم؟  فكنتُ سأذهب إليه الآن .. لأن لدينا موعدًا لعرض أمر جديد في ساعة الوميض .. ” .. فحدثه مراد بلهفه .. ” هذا الذي كنت ارغب في مقابلتك بشأنه .. إن آدم لم يعد منذ أن غادر مسرحه بالمقطم بالأمس .. ولم نستطع الوصول إليه وهاتفه مغلق .. وذهبت إليه في منزله ولم أجده .. ولم أجد سيارته أيضًا هناك .. وهذا ليس من عادته .. لقد قلقت بشأنه للغاية”.

ابتسم رأفت بشدة .. “قلقت على آدم .. يا سيد مراد، هل السيد آدم طفل صغير نراقب تصرفاته  .. أنت تعلم أنه شخص معتز بنفسه وكتوم للغاية .. ولا يحب أن يخبر أي شخصٍ فيما يفكر به .. بالتأكيد هناك شيء جديد يشغل باله أو فكرة أو بحث متميز انشغل به عنا .. أو ..أو امرأة جميلة غزت قلبه المتحجر واقتحمت أسواره العنيدة .. ” وبدأ يضحك .. فنظر إليه مراد بضيق ..”لا يا سيد رأفت .. إن آدم الآن في مأزق شديد .. أنا أثق بذلك تمام الثقة .. ” .. يعتدل رأفت فجأةً في جلسته وينظر إلى مراد بفضول  .. “مأزق .. أي مأزق هذا؟ اشرح لي .. هل هناك شيء تعلمه عن آدم لا أعلمه أنا؟”

“لا أستطيع أن أخبرك التفاصيل الآن .. ولكن الذي أستطيع أن أخبرك به أن آدم في وضع حرج للغاية الآن .. ويحتاج إلى مساعدتنا على الفور .. “

“لقد أثرت القلق في نفسي الآن بكلامك هذا يا مراد .. ماذا تريدني أن أفعل .. كيف أستطيع المساعدة”.

“أريدك أن تساعدني في معرفة مكانه .. فلنبحث عن سيارته .. لو علمنا مكان سيارته الآن فسوف نعلم مكانه بالتأكيد ..”

 .. “لا أعتقد يا مراد .. فالسيد آدم قد قام بإزالة أجهزة GPS System  من جميع سياراته .. لأنه مصاب بالارتياب .. لا يريد لأحد أن يعلم أين يذهب وإلى أين يتجه ..” هَزَّ مراد رأسه مُصدقًا ..” نعم .. نعم .. آدم يفعل ذلك ..” .. فكر قليلًا ثم حدَّث رأفت بلهفة .. “حسنًا، وجدتها .. هل تستطيع أن تجده عن طريق خاتمه الجديد المصباح الذي أخبرني عنه ..   تستطيع أن تدخل إلى برمجته بالتأكيد .. وتستطيع من خلاله أن تصل إلى مكانه .. ” .. نظر إليه رأفت وهز رأسه نافيًا .. “للأسف لن أستطيع أن أساعدك مرة أخرى .. فالبرمجة المستخدمة بالخاتم معقدة للغاية .. ويكاد يكون مستحيلًا اختراقها .. لدرجة أننا صممنا شبكة خاصة بنا للإنترنت .. بعيدة عن شبكة الإنترنت المعتادة .. لكيلا يستطيع أحد أن يقتحم هذه الشبكة، ولقد صرف السيد آدم مبلغًا طائلًا للغاية لكي يتحقق من ذلك .. ليس أمامنا حلٌّ آخر .. إلا محاولة التوصُّل إليه عن طريق أساليب البحث التقليدية .. أن نبحث عنه في المستشفيات وأقسام الشرطة .. ونستطيع أن نحقق ذلك بسهولة عن طريق معارفنا وعلاقاتنا ووضع الشركة ..  لا تقلق سوف نتوصل له بالنهاية .. ولكن إذا أعطيتني خلفية عن الوضع أو المأزق الذي به آدم .. الذي لمحت به .. أستطيع أن آتي بفكرةٍ تُمكِّنا من إسراع وتيرة بحثنا عنه ..” .. هز مراد رأسه بسرعة “لا أستطيع يا سيد رأفت .. صدقني الأفضل لك .. ألا تعلم شيئًا نهائيًّا عن ذلك الأمر ..”

نظر رأفت إلى مراد بطرف عينيه وعاد إلى وضع جلوسه السابق وهو يشعر بالغضب .. “حسنًا يا سيد مراد .. كما ترغب .. “

سجن لاسبانيتا

في العاشرة صباحًا بتوقيت فنزويلا وقف آدم في باحة السجن وتحمل عيناه الحمراوان نظرة جديدة مختلفة عمَّا كانت تحملانه بالأمس من الحزن والأسى  .. فاليوم عيناه تحملان نظرات جديدة كلها إصرار وتحدٍّ فهو قد أقسم أنه سوف يخرج من هذا المكان بأي طريقة .. وليفعل ذلك يجب عليه أن يحلل السجن أولًا وطريقة المعيشة بداخله ليبني على ذلك خطةً للهروب .. فاختار أن يقف في مكان بعيد قليلًا في ناحية متطرفة من باحة السجن في منطقة اختارها بعناية حيث تقلل قليلًا من عدد العيون الكثيرة التي تراقبه بصرامةٍ منذ أمس .. فقد لاحظ أن هناك ثلاثة أشخاص يلازمونه في كل مكان يذهب إليه دون أن يحتكوا به، وخمَّن في الحال أنهم رجال سيذر .. وهو الذي قد أمرهم بمراقبته .. لأنه لا يثق بآدم ولا بوجوده بداخل سجن لاسبانيتا .. لأنه لا يريد أن يهرب أي شخص من داخل السجن .. وبالطبع آدم يريد الهروب من هنا وبشدة .. تجاهل آدم مراقبيه وتصنع أنه لا يلاحظهم .. وبدأ تركيزه ينصب على المساجين وما يحيط به بداخل أسوار السجن .. ثلاث ساعات بأكملها ظل آدم واقفًا في مكانه دون أن يتحرك، وبدأ يلحظ أن مراقبيه شعروا بالضجر والملل وبدؤوا يتحركون من أماكنهم، فابتسم لنفسه ابتسامة ثقة، وبدأ يحلل ما استنتجه خلال ذلك الوقت .. فقد لاحظ أن السجن مكتظ للغاية .. فيبدو أن ذلك السجن قد صمم ليسع 700 شخص على الأكثر، ولكنه على حسابات آدم، فيبدو أنه يوجد في السجن الآن ما يفوق 3000 سجين جميعًا يحكمهم سيذر وبعض رجاله .. فقد لاحظ ثلاثة زعماء أقلَّ مرتبةً من سيذر، ولكنهم أعلى من باقي المساجين الآخرين، ويوجدون بشكل شبه دائم في باحة السجن ويُسيِّرون الأعمال بين المساجين .. أهمهم شخص يُدعى جيرمينو هو صاحب الشخصية الأطغى بينهم .. فهو دائم التأنق يرتدي قميصًا أحمر، وبنطالًا رماديًّا من القماش، وقبعة فوق شعره الأسود الأملس والسيجار في فمه دائمًا، ويحمل جسدًا ممتلئًا، ولكنه طويل .. واقفًا في وسط رجاله يضحك ويثرثر بينهم ويراقب التجارة التي تدار في داخل السجن .. فهنا تباع جميع أنواع المخدرات جهارًا نهارًا .. بدون مانع أو رقيب .. ويُمنع منعًا باتًّا .. دخول أي مخدرات أو خروجها إلا عن طريق رجال سيذر، وإلا فالموت هو الجزاء المُنتظَر لمن يخالف ذلك  .. مرت ساعة أخرى الآن، وتعدت الساعة الواحدة، وأصبح الجو حارًّا بطريقة شديدة بطريقه لا تُطاق .. وانسحب رجال سيذر من باحة السجن وتوجهوا إلى قطاع G8  وذهبوا إلى مقراتهم هناك .. خلاصًا من درجة الحرارة الشديدة التي غلَّفت المكان ..

أما باقي المساجين فلم يعبؤوا بالشمس أو حرارتها، وقاموا بطقوسهم المعتادة .. فبعضهم يلعب كرة السلة بحرفية شديدة، تُنافِس أبطال دوري NPA  الأمريكي .. ومجموعة أخرى تلعب البيسبول، وهم يرمون الكرة بالعصي الخشبية المصنعة محليًّا ويركضون وراءها باستمتاع شديد .. وهنا مفارقة شديدة الغرابة، فأهل فنزويلا يكرهون الولايات المتحدة الأمريكية بشدة، ولكنهم يستمتعون بتلك الرياضات التي اخترعتها الولايات المتحدة، وهذا يدل على مدى قوة تغلٌّل القوى الناعمة للولايات المتحدة في السيطرة على عقول الشعوب المختلفة وأساليب معيشتها.. على الرغم من تملك تلك الشعوب البغض والكراهية لحكومة تلك الدولة .. فإنهم يتبعون تعاليهما بالحرف الواحد..  فابتسم آدم وهو يهز رأسه متعجبًا من تلك المفارقة .. وأخذ يُتابِعُ المساجين الآخرين وهم يحملون الأثقال .. والبعض الآخر يتريض مع مجموعة من أصدقائه .. بدأ آدم يشعر بأن هذا السجن ليس خطيرًا كما يظن .. ويمكن لأي شخص أن يعتاد أسلوب المعيشة بداخله .. ففي النهاية هذا سجن .. ولكنه بدون سجان أو كاميرات مراقبة حتي .. ولكن جاءته الإجابة سريعًا عندما وجد أحد المساجين ..

****

ياترى ماذا سيحدث لآدم بداخل سجن لاسبانيتا أسواء سجن في العالم؟

✍️ اكتب ماذا تعتقد في التعليقات قبل أن تقرأ الحلقة التالية… حتى تقارن توقعاتك بما سيحدث بعد ذلك! 👇

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x