تنبيه: كتاباتي قد تسبب إدمانًا!⚠️

الروايات تُنشر على حلقات – تابعنا يوميًا للحصول على جديد الحلقات!

الحلقة الرابعة عشرة من الجزء الأول من العابث

مَنْ لم يتملَّكه الغرور .. لم يَذُقْ طعم النجاح

بدأ آدم يشعر بأن هذا السجن ليس خطيرًا كما يظن .. ويمكن لأي شخص أن يعتاد أسلوب المعيشة بداخله .. ففي النهاية هذا سجن .. ولكنه بدون سجان أو كاميرات مراقبة حتي .. ولكن جاءته الإجابة سريعًا عندما وجد أحد المساجين وهو من رجال سيذر من ذوي المكانة المتوسطة يضرب بغضب المنضدة التي يجلس عليها هو واحد الأشخاص أمامه ويصرخ به وهو يحدثه بالإسبانية بطريقة عنيفة ..  ثم وقف مكانه وهو يحمل كرةً بيضاء بيده .. واتجه خلفه جهة بعض الرجال الذين يلعبون البيسبول  .. وبخطوات واسعة وقليلة كان أمام الشخص الذي حمل المضرب الخشبي .. فصرخ بوجهه بالإسبانية، ثم رفع الكرة البيضاء التي بيده ووضعها أمام وجهه، ثم ألقى الكره غاضبًا وهو يصرخ بالرجل الذي بدأ يشعر بالخوف، وأخذ يحدثه بالإسبانية هو الآخر .. وآدم يراقبهم دون أن يفهم من حديثهم شيئًا .. ثم بدأ رجل سيذر في دفع الرجل الذي يحمل عصا البيسبول في صدره بقوة ويدفعه بغضب وهو يصرخ به ..  فحاول الرجل الدفاع عن نفسه ورفع عصا البيسبول وهو خائف أمام رجل سيذر .. الذي نظر إليه لحظاتٍ ثم رفع يديه مستنكرًا، ثم تحدَّث ببعض الكلمات الإسبانية .. ثم سحب مسدسه الذي أخرجه من أسفل ملابسه، وقام بإطلاق النيران على الرجل في رأسه، فارداه قتيلًا في الحال .. وغطت الدماء وجه رجل سيذر وملابسه، فصرخ في القتيل غاضبًا من تلوث ملابسه بدمائه .. ثم قام بإطلاق النار عليه ثلاث مرات أخرى .. ثم وضع المسدس في ملابسه  ..   وعاد إلى مكانه مرةً أخرى وهو يمسح الدماء عن وجهه وهو غاضب .. ثم قام شخصان بسحب القتيل من قدميه على الأرض خارج باحة السجن، فذهب رجل مُسرعًا جهتهم ووقف أمام القتيل، ثم أشار أمام جثته بعلامة الصليب، ثم نزع حذاءه وأخذه وقام بأخذ عصا البيسبول من يده ..ثم ترك الرجال يسحبونه خارجًا .. وبدأ باقي المساجين في الرجوع إلى ما كانوا يفعلونه دون أن يشعروا بحدوث أي تغير بوفاة أحدهم .. هنا ارتعشت قدما آدم بقوة بدون إرادة منه، وكاد يُصاب بأزمة قلبية من المشهد الذي رآه .. وشعر أن هؤلاء الأشخاص بهم شيئًا غير طبيعي .. إنهم مجانين بالتأكيد .. لقد قُتل شخصٌ أمامهم الآن .. وتناثرت دماؤه وأشلاؤه بجوارهم، ولكنهم لم يعيروه أي اهتمام  .. كأن ما يحدث الآن هو مجرد شيء روتيني يومي يمارسونه كما يمارس موظف الحكومة  .. وظيفته اليومية .. وهي النوم على مكتبه المحبب .. فانقبض قلب آدم بشدة .. وهو يرى الآن أمامه  كيف أن الإنسان قد  يموت هنا في لحظة واحدة بسبب فورة غضبِ أحد المساجين دون أن يكون هناك محاسب أو رقيب .. هل لهذه الدرجة الحياة هينة ورخيصة في ذلك المكان .. لقد قتلوا رجلًا بدم باردٍ وهو من بلادهم .. يتكلم لغتهم ويعيش بينهم  .. فماذا عن شخصٍ غريبٍ مثلي .. لا يعتبرونني حتى بشرًا .. بل مجرد جرينجو .. كما يطلقون عليَّ .. فأنا أعيش الآن نكايةً من سيذر في جوزبير .. فما الحال إذا غيَّر سيذر رأيه في أي لحظة؟ لا بديل عن الخروج من ذلك المستنقع الذي يضم حثالة البشر .. نظر بجواره فوجد أحد المساجين يضع حقنة في يده اليُسرى ويتركها بداخل عروقه، وجلس يبتسم في نشوةٍ زائفةٍ .. وشخصًا آخر يتبختر بالقرب منه يضع يده في منخاره بطريقةٍ مُقزِّزة .. ثم جال بعينه بعيدًا عن تلك المشاهدة المقززة ليجد الشخص الضخم الذي ضربه بالأمس بأمر من جوزبير ينظر له ويغمز له بعينه اليُسرى وهو يبتسم ساخرًا .. هنا قرر آدم في الحال أنه لن يمكث هنا أكثر من ذلك .. فهو في وسط مجموعة من الحيوانات القذرة .. لا ليسوا حيوانات .. فالأسود المفترسة التي واجهها آدم من قبل لم تشعره بهذا الخوف والتقزُّز الذي يشعر به الآن .. وفكر أن هذا هو اليوم الثاني له في ذلك المكان .. ولا يجب أن يمر عليه اليوم الثالث هنا .. ثم تذكر فجأةً ما حدث معه بالأمس والرسالة التي أرسلها له العابث بالأمس .. وأشار إليه السجين بثلاث .. ماذا كان يقصد بذلك .. هل كان يقصد فترة مكوثه في السجن .. فلقد أخبره أخوه مراد من قبل أن العابث في بعض الألعاب يضع زمنًا محددًا كون ذلك شرطًا من شروط اللعبة .. هل هناك حد زمني له أيضًا في مكوثه في سجن لاسبانيتا .. إذًا وقت مكوثي هنا هو ثلاث .. بالتأكيد هذا ما كان يقصده السجين العجوز بالأمس .. إن العابث قد حدد وقت مكوثي في لاسبانيتا بثلاث .. ولكن ماذا يقصد بثلاث؟ هل ثلاث دقائق؟ أم ثلاث ساعات؟ بالطبع لا … فقد مر على مكوثه في ذلك السجن أكثر من ذلك .. هل ثلاثة أيام؟ هل ثلاثة أسابيع؟  أم ثلاثة أشهر؟

شعر بالغضب الشديد ثم أخذ نفسا عميقا وتحدث الي نفسه بتركيز:

سجن لاسبانيتا

“اللعنة على ذلك العابث اللعين لم يكتفِ بأن وضعني في ذلك الجحيم الذي يدعوه باللعبة ولكنه وضع وقتًا إضافيًّا وأخبرني به عن طريق شخص يتحدث بالإسبانية .. ولكن هل يا ترى هذا الشخص قد اشترك في تلك اللعبة مثلي؟ هل يجب أن أبحث عنه لأعلم منه معلومات أخرى تصلني إلى ذلك العابث .. حسنًا لو بحثت عنه سوف أضيع بعض الوقت، وإن وجدته سيعوقني عامل اللغة .. فأنا لا أعلم الإسبانية وهو لا يعلم العربية أو الإنجليزية .. إذًا ما العمل .. الحل الأمثل أن أضعه في الأولوية الثانية .. الأولوية الأولى الآن هي التفكير في خطة للهروب من هنا .. ولكن ماذا يعني بثلاث؟ إن الشرط الزمني مهم جدًّا .. لا أظنُّ أن العابث سينتظرني للخروج من ذلك السجن خلال مدة كبيرة فأستبعد ثلاث سنوات أو ثلاثة أشهر إذاً لم يتبقَّ إلا ثلاثة أسابيع أو ثلاثة أيام .. وبالطبع أنا لن أستطيع الصمود هنا مدة ثلاثة أسابيع .. ولا أستطيع الهروب من هنا خلال ثلاثة أيام .. ماذا لو كان الحد الزمني هو ثلاثة أيام بالفعل؟ ماذا أفعل حينها إنه وضعٌ أشبه بالمستحيل.. فأنا مُطالَبٌ الآن بالهروب من ذلك السجن خلال ثلاثة أيام وإلا سوف تكون نهاية اللعبة وسأموت.. وأنا بالفعل في اليوم الثاني .. والساعة الآن تقترب من الثانية .. يجب علي أن أستغلَّ كل ثانية من الآن في إعداد خطتي  للهروب من هنا .. ولكن كيف؟ كيف سأهرب؟ وكيف سأتخلص من كلاب الحراسة التي وضعها سيذر لمراقبتي وملاحقتي إذا ما أمر بذلك. ثم نظر إلى جهة الرجل الضخم وهو يتحدث مع زملائه .. وكيف سأتخلص من أي أذًى أو ملاحقة من رجال جوزبير كبير الحرس .. يجب أن أفكر في حلٍّ سريع .. أن الهروب من ذلك السجن ليس بالشيء الصعب عليَّ ولكني أحتاج إلى المساعدة لكي أهرب بسرعة خلال الأيام المتبقية لي .. وللأسف معظم من بداخل هذا السجن عكس مساجين العالم أجمع لا يرغبون بالهرب من السجن .. ولو علموا بشخص يحاول الهرب فسيبلغون عنه بالتأكيد” .. بدأ آدم التفكير بعمق شديد ليجد حلًّا للورطة التي وُضِعَ به الآن .. لكن قطع تركيزه ذلك شخص طاعن في السن بشعر أبيض طويل، ويقترب منه بسرعة شديدة للغاية، وعلى وجهه ابتسامة كبيرة .. لم يشعر آدم بالرجل إلا عندما وجده أمامه ويضع يده اليُمنى على وجهه .. ثم وضع العجوز يده اليُسرى في جيبه بسرعة .. فتوقع آدم في الحال الأسوأ .. وظن أن تلك نهايته الآن .. ويا للسخرية القدر من رجل عجوز ليس له حول ولا قوة! أغلق آدم عينيه بخوف وهو يرى الرجل يرفع يده بسرعة من جيبه ويحمل بها شيئًا ويتجه بها إلى رأسه .. فاستسلم بأسًى وتمنى أن ينهي العجوز طعنه بسرعة وألا يشعر بالألم ..

****

ياترى ماذا سيحدث لآدم بداخل سجن لاسبانيتا أسواء سجن في العالم؟

✍️ اكتب ماذا تعتقد في التعليقات قبل أن تقرأ الحلقة التالية… حتى تقارن توقعاتك بما سيحدث بعد ذلك! 👇

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x