الحلقة التاسعة عشرة من الجزء الأول من العابث
مَنْ لم يتملَّكه الغرور .. لم يَذُقْ طعم النجاح
وقف آدم وفرنناندو بداخل المخزن الكبير .. وسط عدد كبير من أجولة الدقيق والغِلال المختلفة .. تفاجأ آدم بحجم هذ المخزن والأنواع المُختلفة التي بداخله .. وظل يقلب عينه على مختلف الغِلال بداخله، ويبحث عمَّا سينفعه في عملية هروبه .. ولمح بعينيه أجولة فلفل أسود، فتقدَّم جهتها وكانت رائحتها نفاذَّة للغاية، فابتعد عنها قليلًا ثم تحرَّك وتوغَّل بداخل المخزن، فوجد أنواعًا أخرى من التوابل مثل الشطة الحمراء والكمون وباقي الأنواع المختلفة .. فابتسم آدم بشدة .. فحدثه فرننادو مندهشًا .. “لقد اكتسبت ثقة سيذر كما قلت من قبل أيها الجرينجو .. هل ستنتظر كما أخبرك لكي يخرجك من السجن .. ؟” فهز آدم رأسه بالنفي “لا يجب أن أكون في خارج السجن بالغد .. واتفاقي أنا وأنت قائم على ذلك .. وخطتنا للهروب كما هي .. ” .. فجأةً دخل عليهم جيرمينو المخزن فتوقف آدم عن الحديث سريعًا عندما رآه .. فاقترب جيرمينو جهة فرننادو وحدثه وهو ينظر إلى آدم .. فحدث فرنناندو آدم بقلق .. “جيريمنو يخبرني أن سيذر يريده أن يراقبك أيها الجرينجو .. ويجب أن تحترس في التخطيط لهروبنا .. ” .. نظر آدم بصدمةٍ شديدة إلى فرنناندو وجيرمينو وصرخ بفرنناندو .. “ماذا تقول يا فرنناندو؟ من أخبر جيرمينو بذلك الكلام .. ؟ ” .. فأشار فرنناندو إلى جيريمنو جهة باب المخزن .. فهز رأسه وتوجَّه في الحال إلى باب المخزن ووقف يراقب المدخل بحذر .. وتحدث فرنناندو إلى آدم بصوت منخفض ..”لقد أخبرت جيرمينو برغبتك في الهرب .. وسوف يساعدنا ويهرب معنا .. ” .. نظر آدم إلى فرننادو بغضب شديد للغاية، وتمنَّى أن يلكمه في وجهه .. وصرخ به بغضب وبصوت منخفض .. “ماذا فعلت أيها الأحمق؟ ماذا فعلت .. ؟ ” .. فحدثه فرنناندو وهو يبتسم، وظلَّ يشُير إلى آدم بيديه، ويحاول تهدئته .. “لا تقلق أيها الجرينجو .. لا تقلق .. إن جيريمنو صديقي هنا منذ أتيت إلى السجن .. وأنقذني من ورطات كثيرة .. إني أعتبره مثل أخي .. وهو يرغب أيضًا في الهرب .. ويريدك أن تُهرِّبَه إلى كولومبيا .. ” .. عاد جيريمنو إليهم سريعًا ووقف بجوارهم .. فنظر آدم إلى جيريمنو بارتيابٍ .. فظلَّ جيرمينو يهزُّ رأسه لآدم .. وهو يحاول أن يكتسب ثقته وتحدث بإنجليزية ضعيفة .. ” هيلب .. هيلب .. كولومبيا .. جرينجو .. ” .. فسأل آدم فرنناندو .. “متى أخبرته برغبتنا في الهروب من هنا ..” .. فأجابه فرننادو ..”عندما طلبت مني أن أذهب وأخبر سيذر أن هناك خائنًا.. “
ظل آدم ينظر إلى جيرمينو وهو يفكر .. ” لو كان جيريمنو يريد أن يخوننا .. لكان أخبر سيذر بكل شيء يعلمه .. ومن الممكن أنه يريد أن يهرب إلى كولومبيا بالفعل .. وهو ذو مكانة كبيرة هنا بالسجن .. ويستطيع أن يساعدنا .. ويسرع من وتيرة هروبنا .. ” .. فسأل فرنناندو ..”أسأله: أيستطيع توفير بعض الأشياء لي.. أريد بعض الزجاجات الفارغة .. وأكبر قدر ممكن من الكحول والأسيتون ومزيل طلاء الأظفار .. أحضر لي منهم أكثر كمية ممكنة .. وأحضر بعض رجالك ليضعوا بعض أجولة الدقيق بخارج باحة السجن ..”
فترجم فرنناندو حديث آدم إلى جيريمنو الذي هَزَّ رأسه بالموافقة ثم حدث فرنناندو وهو ينظر إلى آدم .. فأخبر فرنناندو بحديثه .. “إنه يستطيع أن يوفر جميع ما طلبتَ، ولكنه يريد أن يعلم ما خطتك في الهروب؟ وكيف ستفيدنا كل تلك الأشياء البسيطة التي طلبتها؟” .. فحدثه آدم بعبوس “أخبره أني لن أشرح لأحد خطتي حتى لا تعلموها وتهربوا انتم وتتركوني هنا بمفردي .. سوف أخبركم بكل خطوة من خطط هروبنا في حينها .. وأخبره ألَّا يقلق ويثق بي .. وأن يُحضِر ما طلبته منه فقط ” .. ترجم فرنناندو حديثه إلى جيرمينو الذي بدا على ملامحه عدم الاقتناع، ولكنه وافق بالنهاية، وانصرف إلى خارج المخزن لكي يحضر ما طلب آدم .. سأل آدم فرننادو ما موعد مباراة كوستاريكا وفنزويلا؟ فأخبره أنها في التاسعة والنصف وأن سيذر والجميع سوف يكونون منشغلين بمتابعة المباراة وتحليلها من الساعة الثامنة تقريبًا .. فابتسم آدم وحدثه .. ” هذا شيء رائع للغاية.
ثم قام بطلب عصي خشبية طويلة، وقِطعٍ من القماش، وخرج هو وفرنناندو إلى باحة السجن .. ثم قام بتمزيق قطع القماش إلى قطع رفيعة وطويلة .. وربطها في رأس العصي الخشبية .. ورفعها في منتصف باحة السجن .. وأخذ فرنناندو يُراقِبُه مستغربًا هو وبعض المساجين الفضوليين .. وأخذوا يسخرون منه وهم يغمزون إلى بعضهم البعض .. فلم يعبأ بهم آدم، وتابع ما فعله، وأخذ يُراقِبُ شرائط القماش، وهي تهتزُّ في الهواء .. وعَلِمَ من خلالها اتجاه الريح وحسب سرعتها وقوتها .. ثم نظر إلى الحائط الذي يواجه اتجاه الهواء، والتقط قطعة حجر من الأرض، واتجه إلى الحائط، ووضع علامه x .. واستمر في فعل ذلك لعدة دقائق .. ثم اتجه هو وفرنناندو إلى قطاع G8 مرةً أخرى .. ليجدا في استقبالهما جيريمنو .. فتوجه معهما إلى المخزن ليجد آدم أنه قد أحضر جميع ما طلب وبكميات كبيرة .. فأخبر فرنناندو وجيريمنو .. أن يقوموا هم ورجالهم بوضع 20 جولًا من الدقيق في باحة السجن .. وأن يتركوه بمفرده قليلًا هنا وأنه سيتبعهم عندما ينتهي مما يفعله .. وطلب منهم أن يضعوا رجلين على مدخل المخزن، ويمنعوا أي شخص من دخوله وهو به .. نفذ جيرمينو وفرنناندو كلام آدم وتركوه بمفرده .. فنظر إلى المخزن والأدوات التي طلبها وهو يبتسم ..

في السادسة والنصف مساءً وقف سيذر وسط رجاله في باحة السجن الرئيسية، يشاهد ويراقب ما يفعله آدم .. فوجد آدم يقف في وسط الباحة وحوله بعض المساجين ومعه فرنناندو يترجم له حديث آدم الذي أخبرهم أن يضعوا 4 أجولة دقيق بجوار أحد الأسوار فوق بعضهم البعض بطريقةٍ هندسيةٍ معينةٍ .. وباقي الأجولة قام بتوزيعها حول باحة السجن على هيئة مستطيل، وقام بثقب أجولة الدقيق وجعل اثنين منهم يحملان الجوال، وهو يقف بجوارهما يوجه حركاتهما .. ظلَّ سيذر يُشاهِد آدم دون أن يفهم ما يفعله .. ولكن بعد نصف ساعة بدأ يتضح له الآن ماذا يفعل .. فلقد أحاط آدم باحة السجن بالدقيق، ورسمَ به ملعبًا كبيرًا وبه أماكن لضربات الجزاء وخط المنتصف، وأماكن الضربات الركنية وقوائم حراس المرمى .. رسمها كلها بالدقيق وبطريقةٍ هندسيةٍ بديعةٍ، وكتبَ بحروف إنجليزية كبيرة على جانبي الملعب ” viva CAESAR” .. يحيا سيذر ” .. نظر سيذر إلى اسمه وضحك بشدة .. وصفق لآدم بيده هو ورجاله والمساجين حوله وأخذ يتحدث بالإنجليزية .. ” جود .. فيري جود .. جرينجو .. ” .. ثم تركه وهو يصيح برجاله .. ” هيا بنا لنتابع بدء المباراة .. ” وأخذ يصرخ بصوت عالٍ والرجال خلفه يرددون وراءه ..” فيفا فنزويلا .. تسقط كوستاريكا”.
***
****
ياترى ماذا سيحدث لآدم بداخل سجن لاسبانيتا أسواء سجن في العالم؟
✍️ اكتب ماذا تعتقد في التعليقات قبل أن تقرأ الحلقة التالية… حتى تقارن توقعاتك بما سيحدث بعد ذلك! 👇
آدم ذكى وأكيد هيخرج منها
بجد الرواية شيقه وممتعه جدا