تنبيه: كتاباتي قد تسبب إدمانًا!⚠️

الروايات تُنشر على حلقات – تابعنا يوميًا للحصول على جديد الحلقات!

الحلقة الأولى من الجزء الأول من جهينة

(توقع ألا تتوقع)

سلسلة جهينة


ثلاثية التشويق والإثارة المميزة للكاتب إسلام عبدالله

وما الدنيا إلا متسع عقلك.. وما العالم إلا ما تصنعه أنت

إذا عاد أحد أحبابك من الموت.. هل ستكون سعيدًا؟

ما الذي يجعل البشر.. بشرًا؟

(صادق ام مجنون .. مجنون ام مسجون)

في إحدى الغرف الكبيرة الواسعة بالطابق الثالث بأحد أقسام العاصمة، جلس سراج توفيق على مقعده المريح وهو يتأرجح يسارًا ويمينًا ببطء واستمتاع، بفضل جسده الممتلئ الذي يجعله يتحكم في مقعده بكل أريحية، واضعًا قدمه اليمنى أعلى قدمه اليسرى، وهو يداعب شاربه الغليظ فوق فمه بإصبع السبابة بيده اليسرى، ويحمل بيده اليمنى هاتفه النقال ذا الماركة الأمريكية الشهيرة، وأخذ يحرك إصبعيه على شاشته بسرعة وهو يتابع أحد المنشورات على مجموعة مغلقة بموقع التواصل الاجتماعي الشهير باسم “زوجة الباشا”، المخصص – كما المفترض – لتبادل وجهات النظر الخاصة بزوجات رجال الشرطة، ولكنه تحول سريعًا كباقي الأنشطة النسائية إلى ساحة من ساحات التنافس والتصارع فيما بينهن على أفضل الوصفات أو أحدث الموضات وأفضل أنواع العطور. ظل سراج يتابع باهتمام أحد تلك الموضوعات وهو يتعجب كيف تحول سريعًا منشور خاص بتقديم إحدى وصفات المكرونة بالبشاميل الشهيرة إلى وصلة من السباب واللعان بين العضوات، وهو يتوقع بين الحين والآخر أن تطل عليه إحداهن من كاميرا حاسوبها الإلكتروني وهي تمسك بشعر إحدى غريماتها وهن يتصارعن بالأيدي والأرجل والأطباق والأسنان. فالرجال بطبعهم يحبون أن يشاهدوا صراع النساء لأي سبب، ويصفون هذا الصراع دائمًا كأنه صراع القطط، ولكنه بالفعل أقرب إلى صراع القرود ما بين الأشجار وأعلى الأنهار. أخذت تتعالى ضحكاته مع تعالي نبرة الصراخ والسباب بين العضوات فوق هذا المنشور الذي تعدت التعليقات عليه إلى أكثر من 650 تعليقًا بين أربع عضوات فقط، ليرى بعينيه قدرة جديدة من قدرات النساء التي ما زالت وستظل تتفوق على الرجال دائمًا. هذا يحدث في كل شيء، حتى في عدد ومفردات السباب واللعان التي يطلقونها فيما بينهن. فجأة، قطع حالة الانسجام والمرح الذي كان يشعر به سراج صوت هرج ومرج خارج باب مكتبه، فشعر بغصة في حلقه. من هذا الذي يصدر هذا الضجيج في ذلك الوقت من اليوم؟ فألقى بهاتفه على مكتبه أمامه واعتدل في جلسته وهو يصغي باهتمام لتلك الأصوات والجلبة القادمة من الخارج، وتدارك إلى أذنه عدة أصوات، منها صوت مألوف لديه، إنه صوت الضابط الذي يترأسه المقدم “أحمد إبراهيم”، وصوت آخر مألوف لديه ولكنه لا يتذكر صاحبه يصرخ بقوة: “اتركوني! أنا لست مجنون! أنا لست مجنون!”.

وصوت الضابط أحمد يصرخ عليه: “بل أنت مجنون! وأي شخص سيصدق هذا الهراء سيكون مجنونًا هو الآخر.”

أثار هذا الحديث فضول سراج، فضغط على زر استدعاء أحد الجنود الذي يجلس خارج مكتبه بيده اليمنى، وهو يقوم بتلمس اللوحة المعدنية التي فوق مكتبه بأطراف أصابعه اليسرى ليعيدها إلى الخلف قليلًا، ومكتوب عليها: “العقيد سراج توفيق – رئيس المباحث”.

سرعان ما دلف الجندي إلى مكتبه وهو يطرق الأرض بقوة، وأدى التحية العسكرية أمام سراج وأطلق صرخة سريعة ممتلئة بالحماس: “تحت أمرك يا باشا!”

سأله سراج بفضول: “لماذا كل هذه الجلبة بالخارج؟”

جاوبه الجندي سريعًا: “إنه الباشا أحمد يا باشا. كان هناك أحد المبلغين يريد مقابلتك بشدة، والباشا أحمد لا يريده أن يقابلك.”

علت ملامح الاندهاش وجه سراج: “لا يريده أن يقابلني؟ لماذا؟ اخرج الآن وأخبر أحمد أني أرغب بمقابلته الآن.”

أدى الجندي التحية العسكرية مرة أخرى وانصرف في الحال وهو يغلق الباب خلفه بقوة. مرت عدة ثوانٍ ثم سمع طرق على الباب، ومن ثم دلف منه الضابط أحمد وهو يرتدي ملابسه غير الرسمية، وهو يتأفف ووجهه تصبغه حمرة الغضب، فابتسم له سراج وحدثه بفضول: “ماذا هنالك يا أحمد؟ لماذا هذه الجلبة التي حدثت منذ قليل؟”

جاوبه أحمد سريعًا: “إنه رجل مصاب بالجنون يا باشا، يثرثر بكلام غير عقلاني بالمرة، وكان يريد أن يقابلك ولكني منعته وطلبت من الجنود أن يلقوه خارج القسم.”

سأله سراج بفضول القط: “كان يريد أن يقابلني؟ هل قال لك من هو؟”

“نعم يا سيدي، أخبرني بأنه صحفي يدعى رامي إمام، وأنه على علاقة بك من قبل.”

داعب سراج أسفل شاربه بإبهامه وسبابته وهو يحدث نفسه: “رامي إمام… وصحفي… امممم… لقد سمعت هذا الاسم من قبل ولكني لا أتذكره. فلنرَ ماذا لديه.”

ثم ضغط على زر أمامه مرة أخرى، فدلف الجندي سريعًا إلى المكتب وهو يؤدي التحية العسكرية، فأشار إليه سراج: “اذهب وأحضر لي هذا الرجل الذي كان مع أحمد باشا منذ قليل، وأخبره بأن العقيد سراج يريد أن يقابله.”

أومأ الجندي برأسه وانصرف إلى الخارج مسرعًا، فسأله أحمد مستنكرًا: “لماذا سوف تقابله؟ لا تضع وقتك مع هذا الرجل يا باشا، إنه مجنون ويتحدث بحديث المجانين.” فأومأ سراج برأسه إلى أحمد: “سوف نرى… سوف نرى… وأنت لا يجب أن تفتعل مشاكل مع الصحافيين، نحن في غنى عن أي صراعات حاليًا بيننا وبينهم.”

قال أحمد غاضبًا: “مستحيل يا باشا أن يكون مختل مثل هذا صحفيًا! إنه بالتأكيد مدعٍ، وما أكثرهم تلك الأيام.”

رد سراج: “سنرى… سنرى… وإذا لم يكن صحفيًا مثلما يدعي، فسأسجنه بنفسي، لا تشغل بالك.”

مرت عدة دقائق ثم دلف من باب المكتب الجندي ومعه “رامي إمام”، وهو شاب في أواخر الثلاثينات، شعره أسود ناعم وجسده متوسط الحجم والطول، ويرتدي ملابس شبابية، ويبدو على وجهه الغضب. نظر أمامه عند دخوله المكتب فوجد أحمد يجلس على مقعد بارتياحية أمام سراج الذي كان يجلس على مكتبه وهو ينظر إليه بفضول. فتقدم رامي جهته سريعًا وهو يمد يده ليصافحه، فباد له سراج المصافحة وهو مبتسم ويدقق في ملامح رامي محاولًا أن يتذكره.

قال رامي: “كيف حالك يا سراج باشا؟ أنا رامي إمام، الصحفي بجريدة اليوم السادس.”

ظل سراج يدقق في ملامحه: “أهلًا بك… أنت قلت إنك تعرفني… هل تقابلنا من قبل؟”

فابتسم له رامي: “يبدو أنك نسيتني… أنا أعلم بأنك مشغول للغاية، كان الله في عونك بالتأكيد… على العموم… أنا الصحفي الذي تعاونت معه في قضية سرقة الكابلات من قبل… هل تذكرتني؟”

ابتسم سراج في الحال وهو يتلمس شاربه بيده: “نعم… نعم لقد تذكرت… رامي إمام… كيف حالك؟ لقد طلبت منك أن تبرزني في الجريدة وتظهر كيف قدت التحقيقات في القضية، وأنت قمت بتخصيص جزء كبير من تلك المقالات عني، وأرسلت لي 50 عددًا بدلًا من العشرة أعداد التي طلبتها منك… بالطبع تذكرتك… كيف حالك؟ تفضل بالجلوس.”

فجلس رامي على المقعد الفارغ أمام أحمد وهو يبتسم وينظر إليه بسخرية، وأحمد على وجهه العبوس وهو يضع يده اليسرى على فمه بضيق. لاحظ سراج ما يحدث فحدث رامي سريعًا: “ماذا هناك يا رامي؟ إنك بالفعل رجلنا ويعتمد عليك… فلماذا جعلت أحمد باشا يغضب منك؟”

فحدثه رامي مدافعًا: “لم أغضب أحدًا يا باشا… كل ما فعلته أني قد قمت بالحضور إلى هنا لتقديم بلاغ بجريمة وطلبت مقابلتك، أحمد باشا رفض ذلك وطلب مني أن أخبره بمضمون بلاغي، فأخبرته… وبدلًا من أن يقوم بوظيفته ويحقق في البلاغ، اتهمني بالجنون والسفه.”

فصرخ به أحمد غاضبًا: “نعم بالطبع! فما تفوهت به هو حديث مجانين ومجاذيب ومختلين، ومن يقتنع بحديثك هذا ليس له مكان إلا مستشفى الأمراض العقلية.”

فصاح به رامي غاضبًا: “أرأيت يا سراج باشا؟ هل هذا هو عمل رجل الشرطة؟ إلقاء التهم جزافًا على المواطنين؟ آتي لكي أبلغ عن جريمة فأُتهم بالجنون!”

حاول أحمد أن يتحدث فقاطعه سراج بيده: “انتظر يا أحمد… لقد تعاملت مع رامي من قبل، ولقد تلمست منه ذكاءً شديدًا وتفانيًا في العمل، ودقة في البحث والمعلومات… يبدو أن هناك شيئًا التبس عليك… أو هناك خطأ ما… فأخبرني يا رامي… ما هو بلاغك؟”

ضحك أحمد بسخرية شديدة وهو يشير إلى رامي بيديه: “حسنًا أيها العبقري… فأخبر سراج باشا بما قلته لي.”

نظر رامي إلى سراج مترددًا، وسراج يتابعه متحفزًا، فأخذ رامي نفسًا عميقًا ثم تحدث إليه: “أريد أن أبلغك عن وجود جثة لشخص مقتول مجهول.”

لم يعقب عليه سراج وتابع نظراته إليه وهو يهز رأسه لكي يكمل، فانفجر أحمد ضاحكًا وهو يحدث رامي: “حسنًا فلتكمل… أخبر سراج باشا من هو القتيل.”

ظل ينظر رامي إلى سراج مترددًا وحدثه بصوت خافت بعد أن ابتلع ريقه: “حسنًا… أنا هو القتيل…”

علت وجه سراج نظرة مستنكرة، وضحك أحمد بشدة وهو متشف ويشير جهة رامي: “أرأيت يا سراج باشا؟ هو القتيل! القتيل عاد إلى الحياة مرة أخرى وأتى لكي يبلغ عن قتله! هل هذا بالله عليك يوصف بأي شيء آخر سوى أنه حديث مجانين؟”

قاطعه رامي بغضب: “أنا أعلم أن حديثي غريب للغاية، ويعتبر حديث أحد المجانين بالفعل، ولكني أقسم لك أنه الحقيقة… لقد رأيت جثتي منذ عدة ساعات وهي مقتولة برصاصة في الظهر وملقاة على الطريق.”

ظل أحمد يضحك بشدة وهو يستمع إلى رامي، بينما اكتفى سراج بأن تابع كلامه وهو مبتسم، فشعر رامي بالإحراج الشديد المختلط بالغضب ولكنه اكتفى بالصمت. مرت عدة لحظات بدأ خلالها سراج بالتحدث إلى رامي بجدية: “أخبرني يا رامي… هل كنت تحلم مثلًا بما شاهدته؟ هل كنت تحلم مثلًا بأنك سوف تُقتل في المستقبل بهذه الطريقة مثلًا؟ أو أنك تشعر بأن هناك من سوف يقتلك وكان هذا تحذيرًا لنفسك في هيئة صورة حلم؟”

أومأ رامي برأسه نافيًا: “لا… لا لم يكن حلمًا أبدًا… أقسم لك بأن ما رأيته كان حقيقيًا… لقد شاهدت جثتي منذ قليل وهي مُلقاة على الطريق وبظهرها طلق ناري… أنا متأكد… هذا لم يكن حلمًا أبدًا.”

حدثه سراج ممتعضًا: “صدقني يا رامي… إن وصفي لحديثك هذا بأنه حلم… هذا أقصى درجات التهذيب لوصف حديثك… لأنه لا يمكن وصف هذا الحديث بأي شيء آخر إلا أنه حديث مجانين بالفعل.”

وقف رامي غاضبًا في مكانه: “حسنًا… أنا أعلم بأن كلامي هذا صعب التصديق… ولو أخبرني أحد بهذا الأمر فسوف أخبره أنه مجنون بالفعل… ولكن أنا أستطيع أن أثبت كلامي هذا الآن.”

نظر إليه سراج مستنكرًا: “ماذا سوف تفعل؟”

فحدثه بحماسة: “سوف آخذكم الآن أنت وأحمد باشا ومعكم قوة من الجنود في سيارة الشرطة ونذهب معًا إلى المكان الذي تتواجد به جثتي الآن… لتروها بعيونكم أنتم والجنود معكم… وإذا كنت كاذبًا ولم تكن جثتي هناك… فسوف أدعكم تفعلون ما تريدون معي… اسجنوني بتهمة البلاغ الكاذب… أودعوني في مستشفى الأمراض العقلية… بل أعدموني إذا كنت أكذب… ولكن إذا كان حديثي صادقًا… فلا أحد منكم أبدًا… أبدًا… يقول إني كاذب أو مجنون مرة أخرى إلى الأبد.”

حدق سراج في عيني رامي متفحصًا فوجدها مليئة بالإصرار الشديد… فتبادل النظرات مع أحمد قليلًا ثم نظر إلى رامي وهو يفكر ثم ضرب مكتبه فجأة وهو يحدثهم: “حسنًا فلنذهب معًا لكي نرى ما مدى صدق كلامك يا رامي.”

ووقف في مكانه وهو يضع مفاتيح سيارته في جيبه وأمسك بهاتفه في يده وهو يستعد للرحيل… حدثه أحمد مستنكرًا: “ماذا ستفعل يا باشا؟ لا تقل لي إنك تصدق حديث هذا الشخص بأي شكل من الأشكال… أنا أثق بأن هذا الرجل إما مجنون أو أنه أعد مزحة سخيفة ليسخر منا.”

اقترب سراج من باب المكتب وفتحه ثم نظر خلفه إلى أحمد: “حسنًا سوف نرى الآن إذا كان السيد رامي مجنونًا أو يمزح، وصدقني… أيًّا ما يكون الوضع فهو أفضل من متابعة وصفة المكرونة بالبشاميل… وإذا وجدنا السيد رامي يكذب… فسوف نجد أنا وأنت وقتًا ممتعًا للغاية لكي نفرغ طاقتنا به قليلًا.” ثم قبض قبضته وهمّ بالخروج من باب المكتب. ابتسم رامي بتشفٍّ إلى أحمد وهو يتبع سراج إلى الخارج. نظر إليهم أحمد غاضبًا وهو يراقبهم منصرفين للحظات ثم ضرب المكتب بيديه بغضب وهو يصرخ: “اللعنة!”… وهبّ من مكانه وخرج خلفهم مسرعًا.

*****

انطلقت سيارة سراج اليابانية البيضاء على الطريق وهي تحمل سراج الذي يقودها وبجواره رامي وخلفهم يجلس أحمد متأففًا، وتتبعهم سيارتان للشرطة محملتين بعدد من الجنود وتتبعهم كظلهم. تحدث سراج إلى رامي متسائلًا: “هل اقتربنا يا رامي؟”

أجاب رامي: “نعم… نعم… إنه بالقرب من هنا… عشر دقائق بالكثير ونصل.”

فصرخ به أحمد من الخلف: “منذ عشرين دقيقة مضت وأنت تردد بهذا الكلام أيضًا!”

لم يعقب رامي عليه وظل يتابع النظر إلى الطريق أمامه وقد اقتربوا من طريق غير ممهد ومحاط بعدة أشجار كبيرة، فصاح رامي فجأة: “هنا… إنها هنا… جثتي هنا!”

ضحك سراج رُغمًا عنه وضحك أحمد أيضًا على كلامه. نظر إليهم رامي بضيق وهو يجز على أسنانه بغضب من رد فعلهم.

قام سراج بإيقاف السيارة على جانب الطريق وترجل منها هو ورامي وبعض الجنود يشهرون أسلحتهم. فتقدم رامي الطريق وهو ينظر حوله بتمعن واهتمام شديد ثم نظر إلى يمينه فجأة وأشار إلى موقع إحدى الأشجار الضخمة: “إنها هنا… هنا… بأسفل الطريق وراء هذه الأشجار.” وتقدم سريعًا وأخذ يتبعه سراج وخلفه أحمد محاطًا بباقي الجنود وهم ينظرون حولهم بتحفز.

اقترب رامي من مكان مغطى بالأتربة وبه بعض الشجيرات والحشائش الصغيرة وهناك لاحظوا وجود قدم لأحد الأشخاص يرتدي حذاءً رياضيًا. فاقترب سراج بسرعة هو وأحمد والجنود وتتبعوا رامي الذي وقف بجوار جسد ممد على الأرض، ويبدو من الوهلة الأولى أن هذا الجسد لشاب يرتدي بنطال جينز أزرق وقميصًا مخططًا بخطوط صغيرة خضراء وبيضاء ويرتدي في قدميه حذاءً رياضيًا قيمًا، وهناك آثار لطلق ناري في ظهره.

فاقترب سراج باهتمام من الجسد أمامه واكتست ملامحه بالجدية بينما أحمد اقترب من الجسد الممد على الأرض وظل ينظر إليه من عدة جهات. فصاح بهم رامي في الحال: “اقلبوه على ظهره لكي تروا وجهه!”

فقام سراج في الحال بوضع يده في جيبه وأخرج قفازًا مطاطيًا ارتداه ثم قام بقلب الجثة بروية شديدة لكي يرى وجهه. وكم كانت الصدمة شديدة عندما شاهد هذا الوجه! إنه وجه رامي بالفعل! وبدون أي مقدمات وبكل تلقائية نظر سراج إلى وجه رامي الذي كان يقف خلفه لكي يتأكد من ملامحه لعدة ثوانٍ ثم نظر إلى وجه القتيل أمامه ليجده نفس الوجه… نفس القسمات… نفس النمش والبقع السوداء الكبيرة التي تحت عينيه. وقف أحمد يحدق في الجثة الملقاة أمامه وهو مستعجب هو والجنود خلفه جميعهم… ينظرون إلى القتيل ثم ينظرون إلى رامي الذي يقف أمامهم مبتسمًا وعلى وجهه علامات النصر والظفر. تحرك أحمد إلى الجثة وجثا على ركبتيه أمامها وحاول سحب الجلد من على وجه الجثة عسى أن يكون قناعًا متقن الصنع وضعه رامي على الجثة ولكنه تفاجأ بأنه وجه القتيل بالفعل فشعر بالاضطراب في تفكيره وهو يحاول بكل قوة ألا يطاوع المنطق ويصدق ويؤمن بما قاله رامي من قبل وبأنه حقيقي. فنظر إلى رامي خلفه متشككًا: “بالتأكيد هذا هو توأمك وأنك قمت بهذه المسرحية بأكملها لكي تغطي على جريمة ارتكبتها في حق أخيك التوأم!”

ما الذي تعتقد سوف يحدث بعد ذلك في رواية جهينة؟ ✍️ اكتب ماذا تعتقد في التعليقات حتى تقارن توقعاتك فيما بعد بما سيحدث! 👇

(تستطيع شراء الرواية من هنا)

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x