الحلقة الأولى من عائلة حتحور
عائلة حتحور
رواية الكوميديا والضحك المميزة للكاتب إسلام عبدالله
(البداية)
تقف إحدى السيارات الفارهة التي تحمل شعار علامة تجارية أوروبية شهيرة وسقفها مكشوف.. على أرصفة أحد شوارع المعادي الهادئة.. ويقودها سعداوي المستكاوي، وهو شاب في منتصف الثلاثينيات ملامحه مصرية أصيلة.. أسمر اللون.. شعره أملس خفيف فوق جبهته.. بنيته متوسطة وطوله متوسط.. يرتدي ملابس فاخرة تحمل علامات توكيلات شهيرة.. ويضع نظارة شمسية سوداء على وجهه.. ويدخن سيجارًا كوبيًا باهظ الثمن.. ينظر بجواره.. وهو يتحدث إلى شخص خفي بجانبه لا أحد يراه.
“طبعا هتسألوني: يا ترى لو الشاب عنده كل الحاجات دي.. هيبقى سعيد في حياته؟؟”
سعداوي يخرج من السيارة وهو يتبختر في مشيته.. والفتيات الجميلات ينظرن إليه بإعجاب ويصورونه بهواتفهم المحمولة.. وهو لا يلقي لهم بالًا.
سعداوي يتحدث بفرح شديد: “طبعا هيبقى سعيد.. هو فيه حد عنده فيلا وعربية وفلوس في البنك ومُزة حلوة وميبقاش سعيد!؟ ده يبقى أهبل وابن مجنونة!”
في منتصف الشارع فوق الرصيف.. بعض البودي جاردات بملابسهم الكلاسيكية ونظاراتهم السوداء وأجسادهم الضخمة.. يلتفون حول فتاة جميلة تدعى سوزي.. التي تحمل جمالا خلابا كسندريلا.. أو بياض الثلج.. تلك الفتاة التي يذكرك جمالها ببطلة إحدى القصص الخيالية.. ويلتف حولها البودي جاردات.. وهم يحاولون مضايقتها.. فيتصدى لهم سعداوي بسرعة.. فيحاولون ضربه والإطاحة به.. ولكنه يضربهم جميعا بسرعة وبشجاعة.. تذكرك بشجاعة وقوة أدهم صبري رجل المستحيل وهو يتخلص من جميع أعدائه في أي مكان صحراء كان أو بستان.. فيسقط البودي جاردات سريعا على الأرض.. كسقوط أسراب الذباب في صحن طعامك المفضل.

فيقف سعداوي منتصرا في تلك المعركة القصيرة.. وهو يقف بشموخ فوق جبل من الكتل العضلية الضخمة من البودي جاردات المنهارين أسفل قدمه.. فتقترب سوزي من سعداوي فرحة وهي تحييه وعيونها مملوءة بنظرات الإعجاب والسعادة.. فيبتسم سعداوي لها ويقوم بفتح باب سيارته لها.. فتركب بجواره وهي لا تصدق نفسها من السعادة أنها بجوار سعداوي المستكاوي.. هذا البطل المغوار الذي لا تراه إلا في الأساطير القديمة.
سعداوي يبدأ بالحديث إلى سوزي وهو يحمل على وجهه ابتسامة بلهاء كبيرة.
ـ “أنا بحبك يا سوزي.. بحبك أوي.. يا ترى انتي كمان بتحبيني؟”
سوزي تنظر له بحب شديد.. وتكاد الفرحة لا تسعها من تلك المفاجأة.. فتميل إلى أسفل جهة قدمها.. وتسحب شبشب زنوبة وترفعه في وجه سعداوي بحب شديد.
يشاهد سعداوي سوزي تحمل قبقاب الزنوبة بيديها.. فيحدثها مستغربا:
ـ “إيه ده!؟ فيه إيه يا سوزي!؟”
سوزي تقوم بضربه بالقبقاب فجأة بغضب.. وسعداوي يصرخ منها غاضبا.. مستغربا:
ـ “إيه يا سوزي انتي اتجننتي يا بت!!؟”
سوزي تنظر له بضيق شديد، وهي تضربه بالشبشب وتتحدث بصوت غليظ للغاية:
“سوزي مين يابن الفقرية!؟ قوم اصحى!”
سعداوي يستيقظ فجأة على سريره مصدوما، ليكتشف أن ما رآه بالسابق هو مجرد حلم.. فيفتح عينيه بشدة، ليجد أمامه والدته صفية، السيدة البدينة الخمسينية التي تحمل ملامح وطباع جميع الأمهات في تلك السن وهذه الفترة.. وهي تحمل في يدها شبشب زنوبة وتقوم بضربه به.. وهي تصرخ به:
ـ “اصحى يا منيل.. الساعة بقت عشرة!”
سعداوي يحدثها بضيق وهو على سريره:
“إيه ده يا حجة!؟ فيه حد يصحّي حد بالشبشب!؟ انتي بتموّتي صرصار!؟”
ـ “ماهو انت مبتتنيلش تصحى كل يوم إلا بالشبشب.. ومين سوزي دي يا واد اللي كنت بتحلم بيها!؟ واحدة ست؟”
(بضيق): “لاء.. سوزي ده اسم راجل لابس جيبة”
“ماهو هو ده اللي انت فالح فيه.. مبناخدش منك غير طولة اللسان وبس.. اتنيل اتشطف وتعالى الطفح برة”
“لاء.. مش هاكل برة.. هاتيلي الأكل هنا”
“ليه!؟ خدامة أبوك!؟ يلا اتنيل بسرعة.. أبوك عايزك برة.. لقالك شغل في الجرنان”
أمه تتركة خارج الغرفة منصرفة.. سعداوي يترك سريره بضيق وهو يتأفف: “يادي حوار الشغل بتاع كل يوم ده!”
*****
يخرج سعداوي من غرفته ليجد والده محمود المستكاوي.. الرجل الخمسيني.. الذي تحمل ملامح وجهه العبوس الدائم.. الذي يتشاركه جميع آباء هذ العالم عندما يشاهدون أبناءهم بالصباح.. جالس على المائدة يقلّب في إحدى الجرائد اليومية.
يلقي سعداوي التحية على والده:
ـ “صباح الخير يا حاج”
والده يحدثه بلامبالاة: “صباح الرقدة في البيت.. صباح القعدة على القهاوي”
(بضيق): “ليه بس كده يا حاج بتقطّمني على الصبح ليه!؟”
والده يلتفت إليه ويحدثه بغضب: “ياخي.. ياخي حس على دمك يا أخي.. قاعد في البيت جنبي من ساعة الثورة مزهقتش من القعدة”
يرد: “ماهو على إيدك يا حاج.. كل ماروح لحد علشان أشتغل بشهادتي يقولي (شكرا مش عايزين).. وعلشان أشتغل عايزني آخد كورسات بـتلاتين أربعين ألف جنيه.. وأنا لو معايا المبلغ ده أصلا كنت اشتغلت عند حد!؟ كنت عملت بيهم مشروع”
“وهو يعني لازم تشتغل بشهادتك!؟ مين في البلد دلوقتي بيشتغل بشهادته!؟ هاتلي وزير ولا محافظ معاه شهادة في الحاجة اللي ماسكها”
“طب دول أهل وعشيرة بيظبطوا بعض.. الدور والباقي علينا إحنا منعرفش أمين شرطة مصدي حتى”
تدخل والدة سعداوي تحمل بعض الأطباق بيديها وترصها على المائدة وهي تحدثهم: ” قوله.. قوله يا محمود على الشغلانة اللي قريتها في الجرنان”
ـ “شغلانة إيه دي؟”
ـ “عايزين 14 واحد يشتغلوا في وظائف في وزارة الطيران.. روح قدم هناك يمكن يقبلوك”
ـ “يقبلوني إيه يا حاج!؟ ده تلاقي ألوفات مؤلفة قدموا فيها وبرضه هيختاروا اللي مظبطله واسطة”
والده يحدث والدته: “اتفضلي يا ستي.. أهو سدهالك من أولها أهو!”
ـ “يا سعداوي يابني.. يا سعداوي يا حبيبي.. إحنا خايفين عليك.. انت عديت الثلاثين.. اللي في سنك دلوقتي زمانهم متجوزين ومخلفين”
سعداوي يأكل الطعام بنهم شديد: “طب وأنا أعمل إيه ياما بس!؟ ماهو على يدك محدش معترف ببكالوريوس التجارة بتاعي.. محسسني إني معايا بكالوريوس زبالة!”
ـ “يابني مش لازم تشتغل بالشهادة.. اشتغل أي حاجة.. فرّان.. قهوجي.. بقال”
ـ “عايزاني بعد ما ذاكرت 18 سنة ضيعتهم من عمري أشتغل في الآخر فران ولا بقال!؟”
والده غاضبا: “يعني عاملتلنا إيه ياخويا يعني بشهادتك!؟ أديك قاعد معانا أهه ومش معمر في شغلانة.. بص أنا مباكلش من الكلام ده يا سعداوي.. من الآخر كده.. يا إما تشوفلك شغلانة آخر الشهر ده.. يا إما تشوفلك حتة تانية تنام فيها.. أنا مش هافضل أصرف على شحط زيك”
سعداوي يترك المائدة بضيق: “كده.. طيب.. أنا نازل”
سعداوي يتقدم جهة الباب ويفتحه.. فتنادي أمه عليه بحنان شديدة: “استنى يا سعداوي.. استنى يا حبيبي”
سعداوي يبتسم بفرح شديد: “أمي حبيبتي.. كنت عارف إنك طيبة ومش هترضي ابنك ينزل زعلان أبدا”
والدته تفتح يده وتضع فيها بعض النقود.
(بفرح): “كمان بتديني فلوس!؟ انتي حنينة أوي ياما”
أمه تنقلب ملامحها فجأة: “حنينة إيه يا روح أمك!؟ الخمسة جنيه دي تجيبلي منها بـ2 جنيه عيش وتجيبلي الباقي”
(بضيق): “عيش.. و2 جنيه.. دول بيذلونا عقبال لما بيدونا بجنيه.. انتي عايزة باتنين!؟”
ـ “ما هو من الآخر كده مش هتدخل البيت إلا ومعاك 2 جنيه عيش.. فاهم؟”
سعداوي راضخا: “حاضر.. حاضر يامّا.. إيه العيلة اللي مش طايقاني دي!؟”
يخرج سعداوي من منزله ويبدو عليه الضيق..
******
ينادي عليه احد اصدقائه من امام احد المنازل بالقرب منه ويدعي جميل السئيل الذي نادي عليه سريعا حينما رأه بحميمية شديدة .. “سعداوي صديكي الانتيخ ..”
– يبتسم له سعداوي مرحبا به وجميل يتقدم جهته. .
” .. جميل السئيل .. صديكي ..”
جميل يذهب جهة ويحاول ان يحتضنه ..” صاحبي واخويا ..”
سعداوي يدفعه بعيدا وهو يضحك .. ياعم ابعد عني .. الجو ملبش اليومين دول ..” .. واخذ يحدثه مبتسما ..” تعرف ياض ياجميل ياسئيل.. اوسخ حاجه حصلتلي في حياتي اني بصطبح بوشك ده كل يوم .. “
جميل يشعر بالاطراء .. ” حبيبي والله ياسعداوي .. “
واخذ يحدثه بحماسة وهو يصفع رقبة بيده ” انت اخويا وعشانك اضحي برقبتي ..”
سعداوي يضع يده علي كتف جميل مبتسما .. ” .. حبيبي ياسئيل .. طول عمرك ابن اصول .. مدام احنا صحاب واخوات وجو الاغاني الشعبي ده .. متيجي معايا نجيب عيش سواء .. “
جميل مترددا.. ” .. ها .. نجيب عيش .. اه .. اصل .. اصل .. نسيت اقولك .. انا امي بعتاني اجيبلها سبانخ دلوقتي فمش هعرف للاسف اروح معاك خالص .. تعرف لولا كده كنت رحت معاك علي طول انت عارف احنا اخوات وافديك برقبتي
سعداوي يحدثه بضيق .. ثم يدفعه من امامه بعيدا عنه.. ” .. سبانخ .. طيب يلا ياض غور من هنا يلا .. “
جميل ينظر الي سعداوي وهو يذهب مبتعدا عنه واخذ يحدث نفسه وهو ويصنع علامه قلب بيده .. ” .. انت حبيبي ياسعداوي .. انت حبيبي .. “
مرة عدة دقائق واختفي سعداوي تماما من المكان وهنا ظهرت اخترقت عدة سياره BMW الحاره وخرج منها بعض البودي جاردز ينظرون حولهم باهتمام شديد وهم يبحثون عن شخص ما .. اقترب منهم جميل السئيل وهو ينظر لهم وللسياره باندهاش ثم حدثهم بفضول شديد ” ايه العربيه والناس دي .. ايوه ياباشوات .. عايزين مين .. ؟ “
احد البودي جاردات يحدثه مستفسرا ..” تعرف واحد اسمه سعداوي محمود المستكاوي ..؟”
” طبعا ده صاحبي واخويا .. وافديه برقبتي .. “
– البودي جارد يحدثه بفضول .. ” طيب قولي هو ساكن فين ..؟”
جميل ينظر له بريبة .. ” وانتم لمؤخذه بتسألو عن سعداوي ليه .. مش هقولكم علي حاجه الا لما اعرف .. ده صاحبي واخويا وافديه برقبتي .. “
البودي جارد يخرج بعض الاموال الماليه ويعطيها لجميل .
– جميل ياخذها في الحال ويشير اليهم الي احد الاماكن ..” سعداوي ساكن هناك ياباشا في البيت ده ..”
– البودي جاردات اتجهو الي جهة منزل سعداوي سريعا ..
جميل ظل يراقبهم من الخلف وهو يحمل النقود ويصنع قلب بيده .. ” سعداوي ده اخويا وحبيبي .. “
**********
سعداوي يذهب لأحد الأفران، ليجده نظيفًا للغاية ومنمقًا، وأفراد قليلين للغاية يقفون عليه.. والعيش بداخله كبيرًا بشكل مبالغ فيه.. وتوجد بعض الكاميرات والمصورين.
سعداوي ينظر للمشهد مستغربا: “الله! هو أنا في الفرن ولا تهت ولا إيه!؟”
سعداوي يتقدم إلى جهة الفرن.. فينادي عليه أحد الأشخاص.. فيذهب جهته سعداوي.
ـ “تعالى يا كابتن رايح فين!؟”
سعداوي مبتسما: “رايح أجيب عيش.. هو مش ده فرن برضه ولا بوتيك!؟”
ـ “لاء فرن.. بس مبيبيعوش عيش فيه النهاردة.. عايز عيش روح الفرن اللي بعديك بمحطة”
ـ “طب وده مبيبيعش ليه!؟ اعتزلوا الفن!؟ مش لاقيين منتجين ينتجوا عيش!؟”
ـ “لاء.. أصل فيه خبر من أول امبارح إن الوزير جاي.. وهيمر على الفرن ده فجأة”
“يعني هما عارفين من أول امبارح إنه هيمر عليهم فجأة!؟ ما شاء الله! دي مصر تقدمت أوي”
سعداوي ينظر إلى أحد الأشخاص بجوار الفرن.. يجده ينظر في ورقة أمامه ويقرأ ما بها في اهتمام شديد.
فيشير سعداوي عليه مستفسرا: “طب والأخ اللي هناك ده بيعمل إيه؟”
ـ “ده بيحفظ كام بيت شعر يقولهم للوزير”
ـ “هيقول شعر للوزير فجأة برضه!؟” ثم يشير على المصورين والأشخاص الذين يحملون الكاميرات: “آه.. ودول بأة اللي هيصوروا كل اللي بيحصل ده فجأة.. صح؟”
فيبتسم له الرجل: “مظبوط”
ـ “طب وانت واقف هنا ليه معايا!؟ مش انت مفروض فران هنا؟”
(يبتسم): “لاء.. أنا مش فران.. بس متعاطف معاهم”
****
يذهب سعداوي مترجلا إلى الفرن الآخر الذي يبعد عن مسكنه بمسافة كبيرة.. فيجد الحشود المتراكمة على فرن العيش في زحام وصخب من رجال ونساء.. فيقف على مقربة منه.. ويستنشق بعض الهواء.. فيشعر بالاشمئزاز.. فيضحك فرحا: “أيوة كده.. الزحمة.. ريحة العرق المعفنة.. الرغيف أبو مسامير.. يبقى أنا كده في الفرن بجد”.. فيشمّر عن ساعديه ويصرخ صراخ المقاتل استعدادا للحرب.. ويدخل في وسط الحشد الكبير.. ويبدأ في الصراع الشديد مع أقرانه في طابور العيش.. لتمر ثلاث ساعات.
ويخرج سعداوي من وسط الحشود ومعه بعض أرغفة الخبز وهو يضحك بشكل هيستيري.. وهو يرفع أرغفة الخبز منتصرا: “أنا جبت عيش.. أنا جبت عيش!”.. ولكنه يفاجأ بأنه لا يرتدي غير ملابسه الداخلية.. فيشعر بالخوف الشديد: “إيه ده!؟ هدومي!! يا نهار اسود!! سرقوا هدومي!!”
سعداوي يصرخ مرة أخرى ويهجم على الحشود.. ويقف شخص بجواره وهو يحذره بعنف: ” ارجع! ارجع! ارجع يا مجنون!!”.. فجأة يخترق سعداوي الحشود مرة أخرى وهو يصرخ صرخات الأبطال في ميدان المعركة.. لنجد فجأة أن ملابس سعداوي الداخلية تُلقى إلى خارج الحشود.. قطعة قطعة.
****
سعداوي يحمل أرغفة الخبز وهو يبدو عليه الإرهاق الشديد بعد أن استطاع أن ينجو من معركة الخبز اليومية.. ويتوجه إلى باب منزله.. فيفاجأ بوجود أحد البودي جاردات واقفا أمامه يسد مدخل المنزل بجسده.. فيبتعد عنه سعداوي مرتابا: “إيه!؟ فيه إيه!؟”
البودي جارد يشير لثلاثة آخرين فيقفون خلف سعداوي ويحاصرونه.
فيشعر سعداوي بالقلق: “إيه يا جماعة عايزين حاجة؟ مش انتم اللي معاكم العربية الجامدة اللي برة؟”
البودي جارد يحدث سعداوي: “انت سعداوي محمود المستكاوي؟؟”
سعداوي يهز رأسه بالإيجاب: “أيوة.. أنا سعداوي المستكاوي”
البودي جارد يحدثه: “ممكن تبص وراك؟”
سعداوي ينظر وراءه مبتسما: “ورايا!؟ إيه فيه إيه!؟”
البودي جارد يُخرج مسدسا من جيبه ويضرب به سعداوي على رأسه، فيسقط سعداوي بشكل مضحك.
يحمل البودي جاردات سعداوي ويضعونه بداخل جوال قماشي أمام أهل الحارة.. الذين نظروا إلى الموقف غاضبين وتجمهروا حول البودي جارات.. البودي جارد يُخرج سلاحه ويشد أجزاءء.. جميع أهل الحارة ينصرفون مسرعين دون أن ينظروا خلفهم.. أو يعبؤوا بسعداوي ومصيره.. البودي جاردات يضعون سعداوي في شنطة السيارة وينصرفون سريعا.
***
تخترق سيارة BMW شوارع المنطقة الشعبية التي يسكن بها سعداوي بسرعة.. ليتخذوا أحد الشوارع الجانبية الهادئة.. فتعترض على بعد مئة متر سيارتان مرسيدس طريق سيارة BMW التي بداخلها سعداوي.. فيخرج من السيارتين عدد كبير من البودي جاردات ويشتبكون مع البودي جاردات الآخرين بداخل سيارة BMW ويتغلبون عليهم ويستطيعون إخراج سعداوي من شنطة السيارة.
فتحدث أحد البودي جاردات إلى آخر وهو يخرج سعداوي من الجوال القماشي.
البودي1: “تفتكر هو ده سعداوي؟”
البودي2: “فوّقه ونسأله”
البودي يصفع سعداوي بقوة فيفيق سعداوي متألما: ” آي! انتم مين!؟؟”
سعداوي ينظر إلى البودي جاردات الذين خطفوه بالسابق وهم ساقطون على الأرض فيشعر بالفرح.
ـ “إيه ده انتم ضربتوهم وأنقذتوني!؟ أنا متشكر أوي”
سعداوي يحاول تقبيل البودي جارد، والبودي جارد يمنعه في ضيق وهو يسأله: “انت سعداوي المستكاوي؟؟”
(مبتسمًا): “أيوة.. أنا سعداوي”
البودي جارد يُخرج صاعقًا ويصعقه به.. فيسقط سعداوي مرة أخرى.. بشكل مضحك!
البودي يضعه بداخل الجوال القماشي مرة أخرى ويُدخلونه داخل السيارة معهم وينطلقون.
****
يستيقظ سعداوي فجأة داخل السيارة.. ليري نفسه بداخل الجوال القماشي ورأسه فقط خارج الجوال، ومحاط من الجانبين ببودي جاردات.. فيحدثهم خائفا: “إيه يا جماعة!؟ انتم خاطفيني ليه!؟ انتم حكومة!؟”
البودي ينظر إلى سعداوي ولا يرد عليه.
سعداوي يحدثه بخوف:
ـ “طب يا باشا.. الحكومة زعلانة مني ليه!؟ أنا ولا برسم كوميكس ولا بكتب روايات.. وبقول تحيا مصر خمس مرات في اليوم يا باشا والله”
البودي جارد ينظر له بضيق: “اخرس!”
ـ “طب إحنا رايحين على فين؟؟”
ـ “اخرس!”
ـ “طب اخرس دي فين؟؟ في الزقازيق؟؟”
سعداوي يجد أن السيارة قد توقفت أمام إحدى البوابات العملاقة.. فينظر لها باندهاش شديد: “هي دي الزكازيك!؟ هما عملولها بوابة هي كمان زي ميدان التحرير!؟”
البوابة تفتح لتدخل السيارة.. وينظر سعداوي من داخل السيارة وهو بداخل الجوال.. ليرى فيلا كبيرة رائعة الجمال.. وبها حديقة كبيرة للغاية: “الله! دي الزكازيك حلوة أوي!”
البودي جاردات يترجلون من السيارة ويُخرجون سعداوي من الجوال.. ثم يقوم أحد البودي جاردات بحمل سعداوي على ساعديه كالعريس عندما يحمل عروسه.
فيصرخ به سعداوي غاضبا: “إيه يا عم انت شايلني كده ليه!؟ انت هتخش عليا!؟”
البودي يحمله ويتحرك.. بلامبالاة.. فيصرخ به سعداوي::طيب خش برجلك اليمين!”
يتقدم البودي وهو يحمل سعداوي إلى منتصف حديقة الفيلا.. ثم يقوم بإلقاء سعداوي على الأرض بشدة.. فيصرخ به سعداوي وهو يتألم: “بالراحة يا عم.. انت بترمي شوال بطاطا!؟” سعداوي يتألم بشكل مضحك.. ويجد نفسه أمام سيقان فتاة بيضاء للغاية.. فيتعجب فرحا:
“ده إيه جوز الكوارع المستورد ده!؟”
يصعد بنظره تدريجيا من ساقيْ الفتاة إلى وجهها.. ليجد أن الفتاة التي تقف أمامه.. هي سوزي التي رآها سعداوي من قبل في حلمه.. فيقف أمام سوزي سريعا وهو ويحدثها:
“مين!؟ سوزي!؟ إيه اللي جابك هنا يا بت يا سوزي!؟”
سوزي تأخذ كوب الشاي الساخن الموجود بجوارها على المائدة وتلقيه في وجه سعداوي فجأة.
فيتألم سعداوي بشكل مضحك وهو يصرخ: “آاااه! يا بنت المجنونة! عيني! عيني هتتصفي! انتي بتشربي سولار هنا وإحنا برة مش لاقيينه!؟”
سوزي تنظر إليه بتكبر شديد: “انت من النهاردة يا سعداوي بقيت بتاعي.. خلاص بقيت ملكي”
سعداوي ينظر إليها مستغربا: “انتي شايفاني بلوزة!؟ ترمي عليا شوية شاي وتقولي خلاص ده بقى بتاعي!؟”
سوزي تشير إلى البودي جاردات بيدها: “دخلوه بسرعة لبابا وماما”
البودي جاردات يحملون سعداوي بشكل مضحك.. وسعداوي يبدو عليه الاندهاش مما يحدث: “بابا وماما مين!؟ هو إيه اللي بيحصل!؟ ما تفهمونا ياخوانا! كل ده علشان إيه!؟”
فيتهرب من البودي جاردات ويلقي نفسه على الارض.. فيلحقه البودي جاردات ويسحبوه من قدميه ببطء شديد.. سعداوي يمسك نجيلة الجنينة بيديه وهو يغني بشكل مضحك: “الأرض لو عطشااااانة.. نرويها بدماااانا”
***
يدخل البودي جاردات وهم يحملون سعداوي من يديه وهو يجر قدميه خوفًا من ما يراه.. ليرى نفسه بغرفة المعيشة بداخل الفيلا.. ويري بداخلها صفين من البودي جاردات يمينا ويسارا.. وتجلس على أريكة وسطهم سوزي وبجوارها سيدة جميلة في منتصف الخمسينيات وتبدو على ملامحها الارستقراطية بشكلها الكلاسيكي.. ورجل قصير.. تبدو عليه الشرأسه.. ويقف خلفهم شخص يبدو أنه كبير الخدم بملابسه التقليدية.
الرجل الشرس يحدث سعداوي: “إزيك يا ولد يا سعداوي؟”
سعداوي خائفا: “الحمد لله يا باشا.. الله يخليك يا باشا فهّمني انتم خاطفيني وجايبيني هنا ليه بالظبط.. هو ده الاختباء الكسري اللي بيقولوا عليه؟”
الرجل الشرس يدخن السيجار: “أيوة أيوة.. هفهمك كل حاجة دلوقتي.. بس الأول أعرّفك بينا علشان تعرف انت بتكلم مين بالظبط”
الرجل يشير إلى سوزي وإلى زوجته ثم يشير إلى نفسه:
“اللي على اليمين دي تبقى بنتي وحبيبتي ونور قلبي (سوزي).. واللي جنبيها تبقى المدام بتاعتي (ناظلي هانم درغام) أكبر سيدة أعمال في مصر ورئيسة معظم المنظمات النسائية.. أما أنا بأة فأبقى (متولي بيه حتحور).. صاحب مجموعة شركات (حتحور).. ده غير العقارات والأراضي اللي مشارك فيها.. أظن سمعت عني قبل كده.
سعداوي كمن يتذكر: “حتحور.. حتحور.. حتحور.. هو أنا سمعت الاسم ده قبل كده.. هو انت…؟؟”
حتحور يضحك: “أيوة أنا”
سعداوي مصدوما: “حضرتك حتحور.. أكبر تاجر سلاح في الشرق الأوسط وأفريقيا.. واللي مدوخ الحكومة وراه ومش عارفة تمسك عليه حاجة!؟؟”
حتحور يبتسم بفخر: “أيوة.. أنا.. بالرغم إن مفيش دليل على الكلام ده”
ـ “لو حد سأل عليا أنا تحت”.. سعداوي يسقط على الأرض مغشيًا عليه بشكل مضحك.
حتحور يشير إلى كبير خدمه: “كاظم.. الحقه بالتنفس الصناعي”
كاظم يتجه بسرعة شديدة جهة سعداوي.. ويقوم بالبصق على الأرض ويمسح شفتيه بيده ويضمهم بشدة استعدادًا لتقبيل سعداوي وإعطائه قبلة الحياة.. سعداوي يفتح عينيه فجأة ليجد كاظم يضم شفتيه بشدة ويتقدم جهته ببطء ليقبله.. فيصرخ به غاضبا: “إيه يا عم!؟ انت هتاكلني ولا إيه!؟ يا جماعة حد يحوش الراجل ده! ده أول مرة يشوف شاب أمور ولا إيه!؟”
حتحور ينادي على كاظم: “خلاص كفاية يا كاظم”
كاظم يقف بسرعة ويعود إلى مكانه.. والبودي جاردات يحملون سعداوي مرة أخرى.. فيتحدث سعداوي إلى حتحور مستفهما: “طيب واحد محترم زي حضرتك يا حتحور بيه.. هتعوز إيه من واحد مهزأ زي حالاتي!؟”
حتحور يحدث سعداوي بقرف شديد وهو يبتعد بوجهه كمن لا يريد إلنظر إليه: “للأسف الشديد”
حتحور ينظر إلى زوجته ناظلي بضيق: “مش قادر يا ناظلي.. مش قادر”
ناظلي تربت على كتفه: “معلش يا حتحور.. استحمل يا حبيبي”
حتحور بضيق شديد.. يتحدث إلى سعداوي: “للأسف الشديد.. وبكلمات يعتصرها حزني وألمي.. انت من النهاردة.. هتبقى خطيب بنتي سوزي”
سعداوي يفتح فمه من الصدمة وتبدو على وجهه البلاهة الشديدة.
ـ “ها (يضحك بشكل مضحك) ها.. مين اللي هيبقى خطيب مين!!؟؟”
حتحور يتحدث بغضب: “انت لسة بتسأل يا…”
تقاطعه ناظلي بعنف: “حتحور!”
حتحور يرضخ بخوف: “حاضر يا حبيبتي”
ناظلي تحدثه بابتسامة وبلطف شديد: “متتصدمش كده يا سعداوي.. أنا هفهّمك يا حبيبي.. طبعا واحد حقير زيك.. لو اتقدم لبنتي سوزي مكنتش وافقت عليه ولو بعد مليون سنة.. لكن طالما سوزي بنتي الوحيدة قالت إنك وعدتها بالجواز وهي وافقت فمقدامناش غير إن إحنا نوافق”
ـ “أيوة يا هانم.. بس أنا عمري ما وعدت سوزي بالجواز!”
سوزي يبدو عليها الغضب.. وناظلي تنظر بشذر إلى سعداوي: “قصدك إيه يا سعداوي!؟ قصدك تقول إن بنتي كدابة!؟”
سعداوي متراجعا: “أبدا أبدا.. لا سمح الله.. بس نتأكد من سوزي.. أنا طلبت الجواز منها امتى”
(بحدة): “أنا ميهمنيش امتى وإزاي.. أنا اللى يهمني راحة بنتي.. وسوزي قالت إنها موافقة إنها تتجوزك.. يبقى أنا كمان موافقة”
حتحور يقاطعها: “بس يا ناظلي يا حبيبتي”
ناظلي (بحدة): “مفيش (بس)!”.. ناظلي تنظر بضيق إلى سعداوي: “ولا انت عندك رأي تاني يا سعداوي!؟”
كاظم يضع يده في جاكت بدلته ويُخرج خنجرًا كبيرًا ببطء وجميع البودي جاردات يخرجون أسلحتهم النارية أمامهم.. سعداوي يراقب كاظم والبودي جاردات برعب شديد: “موافق.. موافق.. هو أنا هلاقي أحسن من سوزي ولا من حضرتك يا هانم!؟ هو الواحد هيناسب تاجر سلاح كل يوم!؟ بس يعني…”
ناظلي بضيق: “بس إيه تاني؟؟”
ـ “بس يا هانم.. انتي عارفة إني شاب محترم وممشتش في السكة الغلط.. علشان معرفتش حد يمشيني فيها.. وانتم عائلة محترمة.. ومينفعش يعني أتجوز كده من غير رضا أهلي.. انتم تسيبوني قد شهر شهرين.. أروح أجيبلكم أبويا وأمي وأجيب دبلة ومحبس أنبوبة ونيجي نشبك سوزي”
ناظلي تبتسم: “آه.. عندك حق.. واجب برضه.. عموما إحنا فيها”
ناظلي تشير للبودي جاردات: “هاتوه!”
البودي يسحبون سعداوي إلى غرفة أخرى.. ويتحرك إلى الغرفة الجديدة كلٌ من سوزي وحتحور وناظلي وكاظم.. ليدخل الجميع إلى غرفة أخرى من غرف الفيلا.. ليجد سعداوي والده محمود المتسكاوي ووالدته صفية.. يجلسون على أريكة وهما خائفان وبجوارهما بودي جاردات يحملون عليهم السلاح.
فيدخل عليهم مسرعا سعداوي.. ويلقي نفسه على أقدامهما ويقبل يديهم بطريقة درامية مفتعلة: “أبتاه! أماه! دعاء الكروان!”
أبوه ينهره بشدة: “عملت إيه يا واد؟؟ مين الناس دول يابن الكلب؟؟”
والدة سعداوي تتحدث بخوف إلى ناظلي: “بصي يا هانم.. أي حاجة عملها الواد ده.. إحنا مش مسؤولين عنها.. عايزين تموتوه.. موتوه لوحده بعيد عنا”
سعداوي يبكي بشكل مضحك: “أبويا وأمي.. باعوني في أقرب محطة”
ناظلي تحدثهم بابتسامة: “لاء يا جماعة.. انتم فهمتم الموضوع غلط”
سوزي تتوقف أمام والد ووالدة سعداوي.. وتحدثهم: “أنا هفهّمهم أنا يا ماما.. إزيك يا أونكل؟ إزيك يا طنط؟ أنا وسعداوي نعرف بعض من فترة”
تتحدث وهي محرجة: “ويعني.. حصلت ما بينا حاجات يعني.. فكان لازم نتجوز بعديها”
يتردد صوت سوزي في آذان والديه بالكلمات الآتية:
(حصلت ما بينا حاجات.. حصلت ما بينا حاجات.. لازم نتجوز بعديها.. لازم نتجوز بعديها)
والدا سعداوي ينظران إليه بشذر وسعداوي يبدو عليه الخوف.. فيضربه والده على رأسه:
“عملت إيه يابن المتضايق!؟؟”
والدته تضربه بالشبشب.. وسعداوي يتألم.
ـ “آدي آخر فرجتك على قنوات التت”
ـ “والله يا جماعة ما عملت حاجة!”
والدة سعداوي تتحدث إلى ناظلي: “معلش يا جماعة.. أصل الواد طالع بايظ زي أبوه”
محمود هامسا إلى زوجته: “بلاش فضايح يا صفية!”
ناظلي تحدثهم بترقب: “هاه.. قلتم إيه يا جماعة؟؟ موافقين على الجواز؟؟”
صفية: “جواز إيه يا هانم!!؟ ده واد مفلس معهوش ولا مليم”
محمود: “ده غير كمان إنه فاشل وميفلحش في أي حاجة بيعملها”
ناظلي تبتسم بضيق: “عارفة.. عارفة يا جماعة كل ده.. وعارفة كمان إنكم مفلسين وشحاتين.. وعارفة إن الأستاذ محمود المستكاوي مرفود من الشغل بقاله شهرين.. وكل يوم يروح يقعد على القهوة في ميعاد الشغل علشان متعرفيش”
محمود يشعر بالخجل وصفية تحدثه بضيق: “صحيح الكلام ده يا محمود!؟ رفدوك من الشغل ياموكوس!؟”
تتابع ناظلي حديثها: “وعارفة كمان إن مدام صفية داخلة جمعية مع أم سيد.. وإن أم سيد مسرّقاها في الجمعية وهي عمالة تبيع في عفش البيت في السر علشان تسدد الفلوس”
محمود ينظر إلى صفية بغضب: “عفش البيت يا مفترية!؟ حصّلت لعفش البيت!؟”
تتابع ناظلي حديثها: “طبعا الكلام ده لو حصل لأي حد تاني ولا تفرق معايا.. لكن مادام هنبقى نسايب فميصحش نسيبكم كده.. إحنا هنخلي الأستاذ محمود مدير في أي شركة من مجموعة شركات حتحور بمرتب 9 آلاف جنيه في الشهر”
محمود يشعر بالفرح: “9 آلاف جنيه!!؟ ومدير!!؟”
ـ “وبالنسبة لمدام صفية.. هتمسك أي جمعية نسائية من الجمعيات اللي أنا عاملاها.. كده يبقى مستواكم الاجتماعي شيك ويليق بمستوانا.. هاه.. قلتم إيه؟؟”
محمود وصفية يباركان لسعداوي..
محمود: “ألف مبروك يا واد يا سعداوي”
صفية: “باضتلك في القفص يابن المحظوظة!”
سعداوي مصدوما: “إيه يا جماعة!؟ انتم وافقتم على طول!؟ مش لسة لما…”
حتحور يشتعل غضبا ويُخرج سلاحه ورجاله يحاولون منعه بالقوة.
ـ “انت كمان بتتشرط وتقول (لسة) يا حيوان!!؟ مش كفاية وافقتْ إن بنتي الأمورة الكيوت تتجوز واحد معفن زيك!؟ وأنا أوافق ليه!؟ طلقة تخلص عليه هو وأهله.. سيبوني أموته! سيبوني أخلص عليه!”
محمود وصفية يختبئان خلف سعداوي ويدفعونه للأمام.. حتحور يطلق النار في الهواء..
سعداوي يمسك بنطال حتحور ويقبل يده: “موافق.. موافق.. يا عمي أنا بطلب إيد ورجل وجزمة بنتك يا عمي”
*****
ما الذي تعتقد سوف يحدث بعد ذلك في رواية عائلة حتحور؟ ✍️ اكتب ماذا تعتقد في التعليقات حتى تقارن توقعاتك فيما بعد بما سيحدث! 👇