تنبيه: كتاباتي قد تسبب إدمانًا!⚠️

الروايات تُنشر على حلقات – تابعنا يوميًا للحصول على جديد الحلقات!

الحلقة الثامنة عشرة من الجزء الأول من العابث

مَنْ لم يتملَّكه الغرور .. لم يَذُقْ طعم النجاح

.. أبعد آدم زجاجة الخمر عنه متأفِّفًا .. “أشكرك للغاية سيد سيذر .. على لطف كرمك .. وأتمنَّى أن تتكرم عليَّ وتوافق على طلباتي التي بعثتها مع فرننادو .. ألم يخبرك؟” ..

ارتشف سيذر من الزجاجة ومسح عرقه بملابسه مرةً أخرى، وأشار إلى آدم بيده .. ” نعم .. نعم تريد أن تسكن هنا في القطاع g8  .. لا مانع فلتسكن مع فرنناندو في منزله .. ” .. ابتسم آدم لسيذر ” أشكرك سيدي .. وبالنسبة للطلب الآخر .. أنا أخبرت فرنناندو برغبتي أنك تسمح لي ببناء ملعب كرة قدمٍ في باحة السجن .. ” .. فنظر له سيذر مستغربًا .. “ولماذا تريد بناء ملعب كره قدم .. أنت لن تمكث كثيرًا هنا .. ما الذي يدور في رأسك .. ؟ ” .. ابتسم آدم وهو يبتلع ريقه .. ” .. لا شيء سيد سيذر .. فأنا من عُشاق كرة القدم وألعبها باستمرار .. وهي التي ستهون عليَّ تمضية الوقت هنا حتى خروجي .. وسوف تستطيع من خلال بناء ذلك الملعب أن تقيم عدة مباريات يومية .. ومن خلالها سوف يفرغ المساجين طاقتهم بداخلها، ومن ثم سوف تقل  المشكلات التي يصنعونها بداخل السجن .. وبذلك سوف تتحكم في المساجين وبالأوضاع بداخل السجن بصورة أسهل بكثير من الآن .. ” .. تبادل سيذر ورجاله النظرات المندهشة فيما بينهم .. ” .. ثم ابتسم سيذر إلى آدم ووضع يده على فمه وقبلها، وأشار إلى آدم .. ” أحسنت أيها الجرينجو .. فكرة رائعة للغاية .. ولكن  للأسف لن أستطيع أن أصرف عليها النقود .. ” .. فقاطعه آدم سريعًا .. “لا تقلق يا سيد سيذر لن نحتاج إلى النقود .. أنا لاحظت هنا أن   المساجين يأكلون الخبز كثيرًا .. وهذا يعني أن لديكم مخزونًا كبيرًا من الدقيق الأبيض، أليس كذلك؟” .. هَزَّ سيذر رأسه .. “نعم لدينا مخزون كبير هنا في السجن من الدقيق، لماذا تسأل؟”

“حسنًا، هذا هو ما أريده .. أريد عشرين جوالًا من أجولة الدقيق فقط ..” .. “وهل ستبني ملعب كرة قدم بالدقيق .. ؟” … ” نعم .. وسأحتاج بعض الأشياء البسيطة التي لن تكلف نقودًا أيضًا .. ” … حكَّ سيذر رأسه مندهشًا .. ثم حدث آدم وهو يبتسم .. “حسنًا أيها الجرينجو .. يبدو أنك تستخدم عقلك جيدًا ..  أصلح ذلك اللعين الآن .. وسوف أجعلك تفعل ما تشاء .. ” .. ثم أشار بيده جهة مكيف هوائي قديم خلف رأسه .. وتابع حديثه إلى آدم .. “هذا المكيف .. يتوقف كل فترة سريعًا .. وللأسف لم أجد له قطع غيار نهائيًّا .. وبسبب بعض الأمور السياسية والإمبريالية الغبية توقفت شحنة مكيفات ابتعتها وهي في الجمارك وحتى الان لم تصل .. ساعدني في التخلُّص من ذلك الحر والعرق اللعين، وسوف أجعلك تفعل ما تريد” .. ابتسم آدم بثقة .. “لا تقلق هذا أمر بسيط .. لقد كنت أعيش في الهند فترة كبيرة، وتعلمت بها بعض الخدع المفيدة .. منها مشكلة التخلص من جو الهند الحار عن طريق صنع مكيف منزلي بسيط ..ولن تحتاج إلى المكيف الكهربائي حينها .. كل ما أريده هو فقط صندوق بلاستيكي متوسط ويُفضل أن يكون يحافظ على الحرارة .. وبعض الملح ومروحة كهربائية متوسطة، وقطع من الثلج الكبيرة .. ” .. أشار سيذر إلى أحد رجاله فرحًا ..  فلتحضروا جميع ما طلب الجرينجو الآن وبسرعة .. ” .. غاب الرجل قليلًا وأتى بالأشياء التي طلبها آدم يحملها ومعه رجل آخر .. ثم وضع آدم الصندوق على الأرض، وبدأ يعمل عليه  وهو يتحدَّث إلى سيذر .. “هذا يعتبر مكيفًا بدائيًّا، ولكنه جيد، سوف يُلطِّف الجو ويساعدك على التخلُّص من تلك الحرارة الشديدة ..” .. فحدَّثه سيذر وهو مسرور، وأشار إليه بيده  ..” حسنًا أيها الجرينجو ..فلتُرِني خُدعتك تلك ..” .. فقام آدم بفتح أربع فتحات في الصندوق البلاستيكي من كل جهةٍ .. ومساحة الفتحة 5 سم تقريبًا، ثم صنع فتحة كبيرة من أعلى الصندوق بنفس حجم المروحة التي أحضروها .. ثم فتح الصندوق البلاستيكي ووضع بداخله بعض الملح، ثم ووضع لوح الثلج الكبير بعد أن قسَّمه إلى أحجام مُتساوية .. ثم أحكم إغلاق الصندوق ووضع المروحة في المكان الخاص بها في الصندوق .. ثم قام بتشغيل المروحة، فقامت بتحريك الهواء الساخن بجوارها إلى داخل الصندوق فوق قطع الثلج فأصبح الهواء باردًا ثم خرج الهواء من الفتحات الأربع، فتوزَّع الهواء البارد بخارج الصندوق حوله .. فقرَّب آدم المكيف اليدوي إلى جهة سيذر فشعر بالهواء البارد يُداعِبُ جسده ورقبته وبدأت تنخفض درجة حرارة جسده .. فأغلق عينيه مبتسمًا وهو ينطق ببعض الكلمات الإسبانية التي تدلُّ على سعادته  .. فنظر إليه آدم وسأله عمَّا يقوله سيذر .. فابتسم فرننادو وأخبره بأنه سعيد .. فنظر إليه سيذر وحدَّثه بابتسامة كبيرة .. “جود .. جود جرينجو .. “

رواية العابث

سيذر ورجاله

.. ثم أخبر فرننادو أنه يريد أن يصنع آدم المزيد من ذلك المكيف له ولرجاله .. فقال آدم إنه سهل للغاية وشرح لهم كيف يصنعونه، وأخبرهم أنهم يجب أن يُضيفوا الملح إلى الثلج .. لأنه عند إضافة الملح، فإن درجة حرارة ذوبان الثلج تصبح 4 تحت الصفر، وليس صفرًا، وبذلك يساعد الملح على دوام عملية التجلُّد أكثر .. وعند ما يسيح الثلج بأكمله يوضع الصندوق بأكمله في المُبرِّد ليكون ثلجًا مرةً أخرى، وبعد ذلك يُعاد استخدامه مرةً أخرى .. وبهذا تستطيع الحصول على مُبرِّد هوائي بتكلفة رخيصة للغاية .. “.. فأشار سيذر إلى آدم بعلامة ok .. وهو يبتسم له ..  “حسنًا، أيها الجرينجو، فلتبدأ في إنشاء الملعب الذي تريده .. ومن الجيد أنك فكرت في ذلك اليوم .. فسوف تلعب فنزويلا اليوم مع كوستاريكا  .. في تصفيات كأس كوبا أمريكا .. يبدو أن فكرتك ستكون علامة جيدة وسنفوز اليوم بالمباراة .. متى ستقوم ببناء ذلك الملعب؟ وكم سيأخذ من وقت حتى ينتهي؟” .. فحدثه آدم سريعًا .. “سوف أبدأ به اليوم، وسأنتهي منه خلال ساعات قليلة .. ونستطيع أن نبدأ المباريات عليه من الغد .. وسوف أُصمِّم الملابس، وأُصمم الكأس وجميع متطلبات تلك البطولة، ولكن سوف نعمل على الملعب اليوم فقط .. ” .. فتحدث سيذر .. “حسنًا يا فرنناندو .. أخبر الجرينجو أن يفعل ما يريد، ولكن أخبره أن يضع صورتي على الكأس وعلى جميع ملابس الفِرق .. ليعلموا أنني مَنْ سمحَ بإقامة تلك البطولات هنا .. وأنا من أسهر على راحتهم ومساعدتهم .. ” .. فترجم فرنناندو  إلى آدم .. فضحك آدم له ثم هَزَّ رأسه بالموافقة ..  ثم أخبر سيذر فرننادو أن يذهب مع آدم إلى مخزن السجن ليأخذ ما يريده ويساعده في أموره .. فانصرف آدم وفرنناندو وهم مسرورون .. راقبهم سيذر وهم ينصرفون خارجين .. ثم حدث جيرمينو بصوت منخفض .. “هذا الجرينجو يعلم كيف يستخدم عقله جيدًا .. راقبه باستمرار ولا تغفل عينك عنه .. وإذا رأيت شيئًا مريبًا منه فأخبرني في الحال وأنا سوف .. ” ثم أشار جهة رقبته بعلامة الذبح .. فابتسم جيرمينو بسرور، وهزَّ رأسه بالموافقة، وغادر بسرعة خلفهم ..       

***

****

ياترى ماذا سيحدث لآدم بداخل سجن لاسبانيتا أسواء سجن في العالم؟

✍️ اكتب ماذا تعتقد في التعليقات قبل أن تقرأ الحلقة التالية… حتى تقارن توقعاتك بما سيحدث بعد ذلك! 👇

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x