تنبيه: كتاباتي قد تسبب إدمانًا!⚠️

الروايات تُنشر على حلقات – تابعنا يوميًا للحصول على جديد الحلقات!

الحلقة الخامسة من الجزء الأول من العابث

مَنْ لم يتملَّكه الغرور .. لم يَذُقْ طعم النجاح

(فنزويلا)

فنزويلا .. تلك المدينة الساحرة التي تعد من بين البلدان الأكثر تحضرًا في أمريكا اللاتينية ..  مساحتها 916 كيلومتر مربع .. وعدد سكانها 30 مليون تقريبًا .. عاصمتها كراكاس .. وهي أكبر مدينة في فنزويلا التي تتكون من 23 ولاية فدرالية .. وتعتبر فنزويلا ثالث دولة في إنتاج النفط .. ورابع دولة مُصدِّرة له .. وتتفوق في ذلك على بلاد مثل السعودية والولايات المتحدة الأمريكية .. إذًا هذه أخبار عظيمة لمواطني فنزويلا .. تجعلك ترغب أن تقول .. إذًا لم أكن فنزويليًّا .. لتمنيتُ أن أكون فنزويليًّا .. ولكن دعني أصدمك بغير ذلك .. فبالرغم من أن فنزويلا تعتبر من الدول الكبرى في إنتاج وتصدير النفط .. فإن معظم شعبها يعيش في فقرٍ مُدقع .. والدليل على ذلك أن عاصمة فنزويلا كراكاس تحتل المركز الثاني في أعلى معدلات القتل في العالم في الوقت الحالي .. ويرجع ذلك لسبب المشكلات الاقتصادية الكبيرة التي تواجه فنزويلا .. التي جعلت الفقر ينتشر كالنار في الهشيم بين سكانها   .. وبزياده الفقر تزداد بالطبع معدلات الجريمة في أنحاء البلاد كلها ومن ثم .. يزداد رواد السجون وتمتلئ بساكنيها .. ومنذ العقدين السابقين .. لم يخلُ اسم سجن من سجون فنزويلا من قائمه أسوأ السجون بالعالم .. والمتربع علي تلك القائمة في أسوأ سجون العالم في تلك اللحظة .. (سجن لاسبانيتا)

الذي وجد آدم عاصم نفسه فجأةً وبدون أي مقدمات يخترق بسيارته سور ذلك السجن ليحطمه .. ليخرج بعض المساجين فجأةً من تلك الثغرة التي صنعها آدم بسيارته .. ليتنفسوا عبير الحرية .. وبدؤوا في الهروب فرادى وجماعات .. إلى أن بدأ حراس السجن في ملاحقتهم وأصابوا بعضهم في الحال .. لينصاع بعضهم خوفًا ورهبًا ويعودوا متطوعين إلى داخل أسوار السجن مرة أخرى .. وسحب بعض الحراس آدم إلى داخل أسوار السجن .. وهو مشدوهٌ مصدومٌ .. لا يعلم أين هو وكيف أتى إلى فنزويلا كما أخبره خاتم المصباح في يده .. كل ما كان يتذكره أنه كان يقود سيارته على طريق المقطم  في القاهرة وسمع صوت موسيقى شبح الأوبرا وحدثه العابث .. وفجأةً أصبح هنا في داخل سجن بفنزويلا .. محاطًا بأناس لا يعلم لغتهم وفي بلد لا يعلم عنها أي شيء .. حتي يجهل مكانها على الخريطة ..

***

سحبه الحراس إلى منتصف ساحه كبيرة في داخل السجن .. وما زالت أصوات الإنذار تُدوِّي في أنحاء المكان .. وأحاط الحراس بالساحة.. وعددهم يزيد عن خمسين بقليل، يحملون أسلحتهم الكلاشنكوف .. ويرفعونها في وجه المساجين الذين تجمعوا في الساحة الكبيرة في السجن وصرخ فيهم بعض الجنود بقوة ..  “سينتاريس أين السويلو؟ سينتاريس أين السويلو؟” .. فجلس المساجين في الحال على الأرض وضموا أقدامهم واحتضنوها .. ثم صرخ أحد الحراس في بعضهم فقفزوا مُسرعين إلى أحد الحوائط ورفعوا أيديهم إلى أعلى واتجه إليهم أحد الحرس وقام بضربهم على أجسادهم بكل عنف وقوة .. وبدأ بعض المساجين يصرخون ويتألمون والحراس يضربوهم بكل قوة وهم يصرخون بهم ويسبونهم ..  ظل الأمر كالك بضع دقائق .. ثم تحدث أحد الحراس مع بعض المساجين بلهجة آمرة .. فقفز المساجين مبتعدين في الحال، وحلت مكانهم مجموعة أخرى لينالهم نفس العقاب .. علم آدم في الحال أنهم يُعاقبَون من أجل محاولة بعضهم الهروب .. إذًا أنا بنظرهم من كان يحاول مساعدة هؤلاء على الهرب .. فكيف سيعاقبونني إذًا؟

 لحظات قليلة وسحب بعض الحراس آدم وهم يصرخون به غاضبين وبعضهم يركله في قدميه وهم يسحبونه إلى أحد المباني البعيدة جدًّا عن ساحة السجن .. وصعدوا به إلى الدور الثاني في ذلك المبنى .. ليدخلوا به إلى غرفة متوسطة الحجم .. بها مروحة ضخمة وصورة كبيرة لزعيمهم الراحل “هوغو تشافيز ” .. وبجوارها خزانة ضخمة بها بعض ملابس الحرس وعتادهم .. وسجادة صغيرة فوقها طاولة متوسطة .. ويجلس عليها رجل قصير بدين له شارب خفيف ويرتدي زيَّ الحراس، ولكنه يخلع الجزء العلوي منه ويجلس بفانلته الداخلية .. وعلى الرغم من ذلك يرتدي غطاء رأس أحمر فوق رأسه، ويأكل بنهمٍ شديدٍ، ويبدو عليه من هيئته تلك أنه هو زعيم هؤلاء الحراس .. الذي توقف عن تناول الطعام في الحال عندما رآى أمامه آدم وهو يقف بين يدي الحراس وهو بكامل زينته وبدلته السوداء الرسيمة التي كان يرتديها في حفل إعلان ساعته الذكية الوميض منذ قليل .. وحبات العرق تركض بعنف من على رأسه لتغزو جبهته .. فالجو هنا شديد الحرارة بشدة .. تشعر بأنك في قلب الجحيم .. فحرارة الجو بفنزويلا أكثر بكثير ممَّا نعتاده في القاهرة .. نظر كبير الحراس إلى آدم شزرًا وصرخ به بعدة كلمات وهو يبتسم بسخرية له: (هولا .. هولا .. دي جرينجو .. فياني  فوجا دا لابرزيون”، لم يفقه منها آدم شيءٍ غير كلمة واحدة هي .. (هولا .. هولا ..) وهي تعني مرحبًا بالإسبانية .. لأن هناك تطبيق محادثة شهيرًا يحمل هذا الاسم .. إذًا هؤلاء يتحدثون الإسبانية .. وهو لا يفقه شيئًا بها .. ظل كبير الحراس يحدثه بلهجةٍ حادةٍ وهو يصرخ به ..  فحاول آدم ان يحدثهم بالإنجليزية لعل أحدهم يتقنها ويتحدث بها .. “إني بدي كان اسبيك إنجليش .. أيام فاميس بيرسون .. أيام آدم عاصم .. أي كام فروم إيجيبت .. يو نو إيجيبت .. بيراميدز .. سفينكس .. كاملز ..” .. نظر له كبير الحرس مستغربًا .. ثم وقف فجأةً .. وحدثه بغضب ..”انجلاس .. هابلا انجلاس .. تو ..امريكانو .. تو .. هيجو دي بوتا .. امبرياليزمو ..” فهم آدم في الحال أنهم اعتقدوا أنه أمريكي إمبريالي .. فحاول إفهامهم بسرعة .. “نو .. أيام نوت أمريكان .. أيام إجيبشن .. أنا لست أمريكيًّا .. أنا مصري .. بات أي كان سبيك إنجلش .. ولكني أستطيع التحدث بالإنجليزية .. إيجيبت .. إيجيبت .. الأهرامات ..  ” وظل يشير بيده ويصنع شكل مثلث أمامهم .. فنظر إليه كبير الحرس قليلًا ويبدو أنه لم يفهم كلام آدم .. فحدث أحد جنوده بسرعة .. “اير ياماداز .. انكركلادو .. فرناندوز ..”، فهَزَّ الحارس رأسه وخرج مُسرعًا إلى خارج الغرفة .. فنظر كبير الحرس إلى آدم وحدثه وهو يشير بيده بلا مبالاة .. ” ايتارسي .. روبا ..” .. هز آدم رأسه مستغربًا .. “ماذا تعني؟”

***

ياترى ماذا سيحدث لآدم بداخل سجن لاسبانيتا أسواء سجن في العالم؟

✍️ اكتب ماذا تعتقد في التعليقات قبل أن تقرأ الحلقة التالية… حتى تقارن توقعاتك بما سيحدث بعد ذلك! 👇

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x