تنبيه: كتاباتي قد تسبب إدمانًا!⚠️

الروايات تُنشر على حلقات – تابعنا يوميًا للحصول على جديد الحلقات!

الحلقة السادسة عشرة من الجزء الأول من العابث

مَنْ لم يتملَّكه الغرور .. لم يَذُقْ طعم النجاح

“هل ابنك مريض؟”

 “نعم ابني مصاب بالشلل السُّفلي .. لا يستطيع المشي أو الحركة .. ولكن يمكن علاجه .. لكن نفقات العلاج الكبيرة للغاية جعلتني أتركُ عملي الحكومي .. وأتجه إلى تجارة الهروين، ولكن سقطت بسهولة في يد الشرطة .. لأني بيدق صغير في اللعبة، ومن السهل التضحية بي .. ولقد حُكمَ عليَّ بعشرين عامًا .. قضيت عامين في سجن العاصمة ثم نُقلت إلى لاسبانيتا منذ أربعة أعوام .. لم أرَ ليتو وأمه كثيرًا منذ حينها .. ولكن قد أوحشني للغاية .. ” ابتسم آدم وهو يحدث نفسه في عقله .. ” هذا هو دافعك يا صديقي .. ” .. ثم تحدث إلى فرنانندو “لا تقلق يا صديقي .. سوف أعالج ليتو بكل تأكيد، وأي نفقات يتكلفها علاجه ستكون بأكملها على حسابي .. وفي مقابل ذلك ستساعدنا على الخروج من هنا أنا وأنت .. وبالإضافة لعلاج ابنك سوف أجعلك تغادر فنزويلا لو ترغب وتسكن في أي مكان في العالم تختاره ..  هل اتفقنا؟” ظل فرنناندو ينظر إلى آدم مُتردِّدًا ..” ولكن .. ولكن الهروب من هنا مستحيل أيها الجرينجو .. إذا لم ننجح في الهرب فسوف نُقتل بالتأكيد، ولن يصفح عنك سيذر مثلما حدث من قبل .. الأفضل لك أن تنتظر مدة أسبوع كامل كما أخبرتك، وسوف أساعدك للاتصال بأهلك وسوف تخرج بالتأكيد ” .. “لا يا فرنناندو .. إذا انتظرت أكثر من الغد هنا سوف أموت بالتأكيد .. يجب أن نهرب اليوم أو الغد بالكثير ..” ..

 “لن نستطيع أيها الجرينجو، مستحيل أن نهرب من هنا من دون مساعدة سيذر أو جوزبير.. وإذا علم سيذر بمحاولتنا للهرب فسوف يقتلنا لا محالة .. وأنا لن أخاطر بحياتي بسبب فكرتك الحمقاء تلك” .. ابتسم آدم لفرناندو وحدثه بثقة ..”لا تقلق سيذر لن يعلم بهروبنا .. وسوف يساعدنا على الهروب أيضًا دون أن يعلم.. ”  ضحك فرنانادو بشدة “يبدو أنك جُننت بالفعل أيها الجرينجو .. إن سيذر يعلم بكل شيء بداخل ذلك السجن”.

قام آدم بمداعبه ذقنه “حسنًا، مَن إذًا الذي قام بإطلاق النيران علينا بالأمس..”

“إنهم بعض المساجين الذين يعترضون على بعض أوامر سيذر وطريقة حكمه للسجن .. فيحاولون قتله وأخذ مكانه بالسجن ” .. “هل حدث ذلك الأمر كثيرًا؟”  “نعم حدث أكثر من مرة.. ومن رجال كان لا يعتقد أحد أنهم يخونوا سيذر .. ولكنهم كانوا ينقلبون عليه فجأةً وبدون أسباب واضحة”، فضحك آدم: “لا يا صديقي، بل يوجد سبب .. هناك أحد في السجن يخطط لأخذ مكان سيذر  ..  وهو الذي يقلب رجال سيذر عليه  .. بل يبيع المخدرات هنا بالسجن دون أن يعلم سيذر أو أحد من رجاله ”  ..  نظر إليه فرناندو متفاجئًا  “ماذا تقول: هل هناك من يريد أن يأخذ مكانة سيذر ويبيع المخدرات هنا دون أن يعلم؟  ما هذا الهراء الذي تتحدث به مستحيل بالطبع!” ..  ابتسم آدم ..  “حسنًا، لن أخبرك عن شيء آخر ..  بل سأجعلك ترى الخائن بعينيك ..  ولكني أحتاج إلى بعض الأشياء .. ” ..  فرناندو ساخرًا .. “تحتاج لجيش كبير من الرجال، والعديد من الأسلحة بالطبع.. ”  ..  آدم بثقة .. “لا .. كل ما أحتاجه هو قطعة جورب سوداء، وقلم جافٌّ أزرق ..  أتستطيع أن تأتي لي بتلك الأشياء؟”  .. نظر إليه فرناندو متعحبًا .. “نعم بالطبع ..  ولكن هذه هي الأشياء التي تحتاجها لتظهر الخائن الذي لا يعلمه سيذر ملك هذا السجن ..  ؟” .. 

 ” نعم هذا ما أحتاجه .. اذهب وأحضِرْ ما طلبته منك ..  ولا تخبر أيَّ شخصٍ عن اتفاقنا ..   وإذا كشفت لك الخائن كما أخبرتُك .. سوف تساعدنا على الهروب من هنا”.

 .. ابتسم فرناندو ..  “إذا كشفت الخائن كما تقول والذي لم يستطع أن يكشفه سيذر بكل نفوذه وقوته تلك .. إذًا سوف تكون أذكى منه بكثير، وسوف أتبعُك بالتأكيد”. 

العابث
رواية العابث

سجن لاسبانيتا

ثم انطلق فرناندو سريعًا وترك آدم الذي انتقل من مكانه ووقف في أحد الأركان في باحة السجن مرةً أخرى .. غاب فرناندو تقريبًا عشر دقائق، ثم عاد ومعه ما طلبه منه آدم، وأعطاه قطعة الجورب الأسود والقلم الجاف الأزرق .. ثم طلب آدم من فرناندو أن يُخرِج جميع الأوراق النقدية التي في جيبه ..  فنظر له فرناندو بريبةٍ ..  فصرخ به آدم بحدةٍ .. “فلتخرج النقود من جيبك يا فرناندو ..  لا تخفْ” ..  فأخرج فرناندو عدة أوراق مالية من جيبه وأعطى آدم إيَّاها في حسرة .. فالتقط آدم النقود وكتب عليها بعض الكلمات بالقلم الأزرق، ثم وضعها بالجورب الأسود ..  فظل يراقبه فرناندو ويكاد يبكي وهو يرى أمواله توضع في الجوارب .. ثم اتَّجه آدم إلى الجهة السابقة التي كان يقف بها، ويراقب عملية المبادلة، ثم توقف عدة دقائق صامتًا .. وفرناندو يقف بجواره لا يعلم ماذا يفعل آدم .. ثم التفت إليه آدم فجأةً وهو يضحك، وطلب من فرناندو أن يركض وراءه .. نظر إليه فرناندو مستغربًا .. فضحك آدم بصوت عالٍ وهو يركض فجأةً .. ظل فرناندو يراقبه وهو يركض ويضحك قليلًا وهو مندهشٌ ثم بدأ يركض وراءه هو الآخر .. وظلَّ آدم يركض ضاحكًا ووراءه يركض فرناندو وهو يضحك ببلاهة ..  وظلَّا يركضان إلى أن اتجها إلى المكان الذي تتم فيه عملية تبادُل المخدرات كما رآها سابقًا فتوقف في الحال ..  فتوقف فرناندو أيضًا فابتسم له آدم وحدَّثه بصوت منخفض .. “فلتدفعني بقوة”.

 فاقترب منه فرناندو وحدثه في أذنه .. “ماذا؟” ..   فعاود آدم حديثه .. “أخبرك أن تدفعني بقوة لأسقط على الأرض بسرعة .. ” هز فرناندو كتفيه مندهشًا ثم دفع آدم فسقط على الأرض في الحال ثم وقف سريعًا وهو يضحك ويحدث فرناندو..”  فلتتبعني .. ” .. فرفع فرننادو يديه مستغربًا، وتابَعَ آدم وهو يركض عائدًا إلى مكانهما السابق مرة أخرى .. عدة لحظات وعاد آدم إلى مكانه مُتحفِّزًا .. وتبعه فرننادو وهو يلهث ويحدثه بأصوات متقطعة  “ماذا فعلت .. لماذا .. جعلتني أركض .. أنا أكره الركض ..”فحدثه آدم بثقة “إن المكان الذي دفعتني به هو المكان الذي يقومون به بمبادلة صفقات المخدرات بينهم وتتم المبادلة بينهم عن طريق الجورب، يضعون في الجورب الأسود النقود، ويبادلها بجورب أزرق به المخدرات، وأنا وأنت عندما ركضنا لفتنا انتباههم بوجودنا في منطقة مبادلتهم، وتركتُ الجورب الأسود الذي صنعناه، وابتعدت بسرعة حتى لا يشكوا بنا .. وأحدهم الآن سيتفقد المكان وسيرى الجورب الأسود، وسيظن أنه من أجل عملية مبادلة جديدة .. انظر ولاحظ ماذا سيحدث الآن” ..  وبالفعل بعد قليل أتى أحد المساجين واقترب من مكان المبادلة والتقط الجوارب الأسود الذي صنعه آدم .. ووضع بسرعة بدلًا منه جوربًا أزرق ” .. نظر فرننادو إلى آدم مندهشًا “هل علمت كل ذلك .. وأنت وصلت لهذا السجن بالأمس فقط .. هذا غير ممكن ..” .. فنظر إليه آدم وابتسم ..”بل ممكن .. الأمر يحتاج فقط إلى حسن الملاحظة ليس إلا” .. تابع فرننادو السجين وهو يحمل الجورب الأسود، وينصرف فحدث آدم بلهفة “هيَّا بنا نتبعه ونمسك به ونسلمه إلى سيذر الآن .. ليعلم منه من يقوم بإدارة هذه الأمور من وراء ظهره”.. وهمَّ فرنناندو بالتحرُّك .. فمنعه آدم بيده ..”لا، اتركه الآن .. فهو مجرد موصل .. سوف نمسك بالرأس المدبر أمام سيذر نفسه، وبذلك سنكون أكثر مصداقية .. مهمتك الآن أن تذهب إلى سيذر، وتخبره سِرًّا أننا علمنا بالخائن الذي كان يدبر عمليات اغتياله، ويبيع حصص المخدرات من وراء ظهره .. وأخبره أننا توصلنا لذلك عن طريق الجرينجو .. وفي مقابل أنه ساعدك في كشف هذا الخائن.. فإن الجرينجو يريد أن يعيش بمكان متميز بداخل قطاع g8  وأن أتحصَّل على بعض الامتيازات الأخرى التي أحتاجها بداخل السجن، ومنها أن أبني ملعب كرة قدم .. هذه الأشياء سوف تجعله يظنُّ برغبتِنا في البقاء بداخل السجن .. وأننا لا نفكر بالهروب .. وركَّز جيدًا في هذه الخطوة لأن المرحلة الأولى من خطة هروبنا هي كسب ثقة سيذر ليساعدنا على باقي مراحل الخطة .. ولتخبره أن يجمع زعماء رجاله الذين يثق بهم ودون أن يخبرهم بأي شيءٍ بعد ساعة من الآن، وبعد ذلك يستدعيني لأكشف له من هو الخائن ..هل فهمت ..” .. هز فرناندو رأسه بسرعةٍ، وحاول أن ينصرف فاستوقفه آدم وهو ينظر في عينه .. “فرناندو ..أنا أثق بك .. يجب أن تثق بي .. ولا تنسَ من نحن .. فأنا بالنسبة لسيذر جرينجو .. وأنت السجين فرنناندو .. يجب أن ننجح من أجل ليتو .. ولدك الصغير ..” 

****

ياترى ماذا سيحدث لآدم بداخل سجن لاسبانيتا أسواء سجن في العالم؟

✍️ اكتب ماذا تعتقد في التعليقات قبل أن تقرأ الحلقة التالية… حتى تقارن توقعاتك بما سيحدث بعد ذلك! 👇

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x