الحلقة العاشرة من الجزء الأول من العابث
مَنْ لم يتملَّكه الغرور .. لم يَذُقْ طعم النجاح
..” لا تقلق أيها الجرينجو .. سوف تعلم الآن كل شيء .. ” كلمات فرنناندو المبهمه زادت الفضول لدى آدم .. ولكنه ترك هواجسه وظل يفكر في عدة سيناريوهات لما يمكن أن يحدث في المستقبل .. ونظر حوله بتمعُّن وهو يتبع الرجال .. فلاحظ عدم وجود الحراس في أي مكان بداخل السجن .. وأن السجن عبارة عن أبراج كبيرة وسط أسوار إسمنتية عملاقة تتعدى 5 أمتار يغطيها من أعلى سلوك شائكة .. ويبدو أن ذلك السجن مجهز للأشخاص شديدي الخطورة، وأن من الصعب الهروب منه .. ولكن ما لفت انتباهه أكثر هو عدم وجود حراس أيضًا على أبراج السجن وعدم وجود أي كاميرات مراقبة .. وهذا كان شيء غريب جدًّا بالفعل .. ولكن ما رآه آدم بعد ذلك كان أكثر غرابة .. فلقد وجد الرجال الذي يتبعهم توقفوا فجأةً عند نهاية الساحة الكبيرة للسجن من الجهة اليُمنى، ووجد 5 رجال من المساجين الأشداء يقفون أمام بوابة حديدية كبيرة، ويبدو أنهم يحرسونها .. ولم يكن المساجين الذين يحرسون بوابة بداخل السجن هو الشيء الغريب .. الأغرب أنهم كانوا يحملون الأسلحة .. نعم يحملون أسلحةً .. ثلاثة منهم يحملون المسدسات النارية في أيديهم واثنان يحملان أسلحة الكلاشنكوف .. نعم كلاشنكوف بداخل السجن .. ونعم ليسوا بحرس وإنما مساجين .. ظل آدم يحدق في المساجين الذين يحرسون البوابة وأسلحتهم وهم يمرون من خلال تلك البوابة الحديدية ليدخل إلى قسم آخر بداخل السجن .. نعم فهناك مكان مختلف تمامًا عن ما رآه منذ أن كان بداخل السجن.. فوجد نفسه يدخل مبنى مكتوبًا عليه بحروف إنجليزية كبيرة G8 وبداخله ممر ضيق يمر على الزنازين التي لم تكن مثلما تراه دائمًا عبارة عن غرفة بها عدة سرائر وقضبان حديدية أمام الغرفة .. لا، لقد وجد آدم أن هذه القضبان مقطوعة من الأعلى والأسفل .. وموضوع بدلًا منها أبواب خشبية والحوائط بجوارها مغطاة بمحارة إسمنتية .. وأمام بعض تلك الزنازين توجد بعض السجاجيد الصغيرة وتوضع فوقها بعض الأحذية أمام الباب الخشبي .. وبعض الأبواب الأخرى تجد أمامها بعض سلات القمامة .. ومعلق بجوار أحد الأبواب على الحائط ملابس منشورة .. وبأسفلها توجد غسالة صغيرة .. أخذ آدم يحدق بعينيه غير مصدقٍ .. أين هو الآن؟ أيزال بالسجن؟ ليخرج من الممر الطويل إلى ممر آخر كبير على جانبيه درج .. هبط من الجهة اليُسرى منها الرجال الأربعة وهم يتقدمون فرننادو وآدم ليجد في أسفل الدرج ساحة كبيرة مفتوحة .. ومليئة بأدوات البناء وبعض المواد الخرسانية .. ومنازل عشوائية مكونة من طابق واحد .. ووجد امامه بعض الأطفال .. نعم مثل ما قرأت الآن .. هناك أطفال بداخل السجن .. وليس أطفال فقط .. ولكنه وجد عندما تقدم أكثر أن هناك منازل مكونة من أكثر من 4 طوابق، وبها نساء وأطفال ورجال كبار في السن .. ووجد غرفة على يمينه في إحدى البنايات مخصصة للصلاة فبداخلها تمثال كبير للمسيح، وتماثيل صغيرة لبعض الأطفال يحملون الشموع .. أخذ آدم ينظر ما حوله مذهولًا .. إن بداخل السجن شبه مدينة كاملة .. المساجين تسكن بعائلاتهم بداخل السجن .. نظر آدم إلى فرننادو متعجبا .. الذي اكتفى أن ابتسم له بابتسامة كبيرة .. لملاحظة مدى تعجب آدم ممَّا يراه أمامه .. ظل الرجال يجوبون بآدم أنحاء السجن .. أو كما يجب أن تُسمى المستعمرة الصغيرة بداخل السجن ..

ثم تقدموا إلى داخل أحد المباني الكبيرة والتي يقف أمامها بعض الرجال المدججين بالأسلحة المختلفة .. وصعد الرجال وآدم الطابق الأول ليدخلوا غرفًا كبيرة على يمين الدرج .. يقف فيها ثلاثة رجالٍ يتندَّرون ويضحكون ويجلس في وسطهم شخص رابع له شارب كبير .. ويرتدي ملابس متأنقة ومحاط بثلاث مراوح كهربائية كبيرة وبجواره تلفاز تعمل عليه قناه رياضية .. وبجواره هاتف محمول، لم يتمالك آدم نفسه من الفرح عندما رأى الهاتف وتوجَّه إليه سريعًا .. فضربه الرجال في الحال بقوة في معدته وأسقطوه أرضًا .. فأوقفهم الرجل في الحال بإشارةٍ من يده .. ثم تحدَّث إلى فرننادو بالإسبانية وأشار إلى آدم .. فحدثه فرننادو سريعًا .. ” سي سنيور دي جوانتو .. ” .. علم آدم في الحال أن هذا هو سيذر دي جوانتو .. زعيم السجن هنا .. فابتسم آدم في الحال له وهو يعتذر، وحاول أن يتحدث بعض الكلمات الإسبانية .. ” هولا .. سنيور دي جوانتو .. ” اكتفى سيذر بأن هز له رأسه فقط .. ثم حدث فرنناندو وطلب منه أن يترجم له ما يقول .. فتحدث فرنناندو إلى آدم .. ” السيد سيزر يسألك .. هل أتيتَ إلى هنا في لاسبانيتا لكي تخرجه من السجن؟” .. فهز آدم رأسه له .. ” نعم .. نعم بالفعل .. “
فسأله سيذر على لسان فرننادو .. “ولماذا تريد أن يخرج السيد سيذر من السجن ..؟”
هنا ابتسم آدم في خُبْثٍ وهو يخبره بالكذبة التي وضعها في رأسه منذ أن علم بوجود سيذر هنا .. فأخبر فرننادو ..” نحن منظمة عالمية تُدعى العابث .. لنا أنشطة في كل أنحاء العالم، ونختار الرجال الأكفاء في البلدان المختلفة لكي يكونوا شركاء لنا في عملياتنا القادمة، وقد اخترناك أنت سيد سيذر دي جوانتو لكي تكون أنتَ الرجل الذي سيمثلنا هنا في فنزويلا .. ” .. انتهى فرننادو من ترجمة كلام آدم .. فنظر إليه سيزر مستغربًا .. “ماذا تُدعى تلك المنظمة التي قلت عنها؟” فابتسم له آدم وهو يحدث فرننادو .. ” أخبره أن اسمها العابث .. العا .. بث .. ” .. نطق فرننادوي كلمة العابث بصعوبة .. ولم يستطع سيذر أن ينطقها هو الآخر، فطلب من فرننادو أن يسأل آدم .. “ما تلك المنظمة .. ابث .. أنا لم أسمع عنها من قبل” .. فضحك آدم وهو يحدثه .. ” بالطبع يا سيدي .. إنها منظمة في غاية السرية .. لا يعلم عنها أي شخص إلا القليل .. القليل من صفوة العالم .. ” .. هَزَّ سيزر رأسه مستنكرًا .. ” حسنًا .. حسنًا .. تلك المنظمة التي تحدثني عنها .. لماذا كانت تريد أن تخرجني من السجن .. ؟ “
ابتسم آدم له .. ” هذا شيء بديهي يا سيدي .. أنت تتوق بالطبع إلى الحرية وإخراجك من السجن يعتبر هدية صغيرة من المنظمة لك .. كي تساعد في عملية إتمام الصفقات بيننا فيما بعد .. “
سيزر يشير إلى آدم بيده .. “إذًا بعد أن بعثتك المنظمة لتخرجني من السجن .. سُجنت أنت معي بدلًا من ذلك .. يا لها من منظمة ضعيفة!” جاوبه آدم في الحال وبسرعة شديدة .. ” لا تقلق يا سيدي .. فدخولي إلى سجن لاسبانيتا هو المرحلة الأولى من عملية هروبك من السجن .. أنا جعلتهم يقبضون عليَّ عن قصد .. وباستطاعتي أن أجعلك خارج أسوار هذا السجن في نهاية ذلك اليوم .. فأنا خبير في عمليات الهروب من السجن .. ولكن سأحتاج مساعدتك بالطبع .. فأنا سوف أشرح لك خطتنا للهروب اليوم ..سوف نقوم بجلب .. ” .. قاطع سيزر حديث آدم بحدة شديدة .. “ومَن قال لك أيها الجرينجو .. إنني أرغب في الخروج من السجن .. ” .. شعر آدم بالصدمة من رد سيزر الغريب .. ” ماذا تعني يا سيدي؟ هل هناك شخص لا يحب الحرية .. ويرغب أن يعيش بداخل أسوار السجن وتحت رحمة السجان؟”
ياترى ماذا سيحدث لآدم بداخل سجن لاسبانيتا أسواء سجن في العالم؟
✍️ اكتب ماذا تعتقد في التعليقات قبل أن تقرأ الحلقة التالية… حتى تقارن توقعاتك بما سيحدث بعد ذلك! 👇